تتغير العملات المصرية على مر العصور حسب الحقبة الزمنية التي تعيشها ودائمًا ما تعكس شكل العملات طبيعة وملامح الفترة التي ظهرت بها، ولعلنا يتبادر إلى أذهاننا أسئلة عن تاريخ العملة المصرية ومتى بدأ المصريون بالتخلي عن نظام المقايضة - نظام سبق التعامل بالعملات- والتحول إلى استخدام العملة.
ضربت النقود في العصر الفرعوني في عهد الأسرة الثلاثين ولم يضرب قبلها أي نوع من النقود حيث تمسكت الحضارة الفرعونية بأتباع نظام المقايضة بالحبوب والبيض والماشية والمنتجات اليدوية، ولجأت مصر القديمة إلى صك العملة تحت ضغوط سياسية حيث اضطر الملك "تاخوس" جلب عدد من الجنود المرتزقة من اليونان لمحاربة الفرس الذين جاءوا لاحتلال مصر مما دعا الحكومة المصرية لأن تضرب النقود لدفع أجور هؤلاء الجنود دون أن يتم التعامل بها على المستوى الشعبى فتم صك العملة باسم الملك "تاخوس" عام 350 ق.م وكانت تسمى ب "النوب نفر" أي الذهب الجيد أو الخالص.
وتعتبر عملة "النوب نفر" من العملات النادرة حيث يوجد منها حوالى عشرين قطعة فقط على مستوى العالم وهى العملات الوحيدة التي تم
اكتشافها حتى الآن وتحمل كتابات مصرية قديمة.
ويؤرخ لبدء استخدم المصريون للعملة في حياتهم اليومية لأول مرة في التاريخ في عهد الإسكندر الأكبر وكانت العملة في ذلك الوقت تحمل صورته، وفي عام 306 قبل الميلاد ضربت أولى النقود المصرية المستقلة من الذهب والفضة والبرونز، واستمر ضرب النقود في عهد كليوباترا، ثم العصر الروماني، ثم العصر البيزنطي، وطوال هذا التاريخ كانت العملات تحمل صورة الملك الحاكم على أحد الأوجه ثم صورة الإله الحامي على الوجه الآخر.
وقد نظم المتحف المصرى بعض المعارض للعملات المصرية على مر العصور فبعض العملات كانت تحمل نقوشا فرعونية وعملات اخرى تعود للعصر البطلمي والعصر الإسلامى وغيرها من العصور.