خالد منتصر

 «التيار الإسلامى وجد ليبقى والإخوان مكون أصيل فى نسيج المجتمع المصرى»، أدهشتنى تلك العبارة التى أدلى بها د. حسن نافعة لأحد المواقع الصحفية، أدهشتنى لأنها صادرة من أستاذ علوم سياسية يعرف جيداً أن ما وجد ليبقى هو الأديان وليس التيارات السياسية المتاجرة بتلك الأديان والتى تريد التسلط من خلال تخويف الناس وتزييف وعيهم بأن ما يقولونه هو كلام الله وأوامره وأنهم وكلاؤه على الأرض، ويعرف جيداً أن «الإخوان» ليست مكوناً أصيلاً بل زائدة دودية وفطر متسلق وفيروس متطفل وورم منهك مستنزف، فمصر قبل ١٩٢٨ وهى سنة تشكل تنظيم الإخوان الذى بدأ بسبعة أفراد بقيادة مرشدهم حسن البنا، مصر منبع النور ومهد الأديان لم تكن تنتظر النجار والحلاق والمكوجى وباقى التنظيم من السبعة المبشرين (مع احترامى لكل المهن) لتتعلم منهم الإسلام.

 
كيف تصف عصابة فجرت محاكم ودور سينما وبنوكاً وقتلت قضاة واغتالت رئيس وزراء بأنها مكون أصيل؟! هل أصالة مصر تعنى أن تدع البلطجية باسم الدين ينهشون لحمها ويحكمونها؟ هل المكون الوطنى الأصيل يصف الوطن بأنه حفنة من تراب عفن؟ هل المكون الأصيل يصرخ طظ فى مصر؟ هل المكون الأصيل يفضل أن يحكم مصر ماليزى مسلم؟ هل المكون الأصيل يهدر قيمة الوطن لصالح الخلافة العثمانية؟ هل المكون الأصيل يدع مفتيه الإخوانى عميد كلية أصول الدين يفتى بهدم الكنائس؟ كيف يا أستاذ العلوم السياسية وقارئ التاريخ الحصيف تصف الإخوان بأنهم مكون أصيل فى نسيج مجتمعنا، هل المكون الأصيل يشكل تنظيماً سرياً مسلحاً لقتل المصريين؟ كيف تشجع هذه العصابة التى سجدت فى رابعة شكراً لله على تدخل الأسطول الأمريكى؟!
 
لك كل الحرية فى أن تساندهم وتدعمهم فى الفيرمونت، لكن ليس لك الحق فى ترويج وهم أنهم مكون أصيل، من يريد تغيير هوية هذا الوطن ليس مكوناً أصيلاً، لكنه سرطان خبيث، غرغرينا قاتلة، سم زعاف، المكون الأصيل د.حسن هو الذى يقف معى على أرضية مشتركة اسمها الوطن حتى ولو اختلف معى سياسياً، فمظلة الوطن تجمعنا، أما الإخوانى الذى يقف على أرضية أخرى، وينظر للوطن على أنه مجرد درجة سلم فى حلم الأممية الإسلامية فهذا عنصر دخيل وضيف غير مرغوب فيه، ومجرم يجب التعامل معه كمشروع إرهابى.
 
هل تنكر عزيزى أستاذ السياسة أن كل الإرهابيين خرجوا من رحم الإخوان الموبوء؟ أجنة مشوهة من مرضى الزومبى، هل كان شكرى مصطفى زعيم التكفير والهجرة وقاتل الشيخ الذهبى تلميذاً لطه حسين أم لسيد قطب؟ هل قتلة السادات كانوا من خريجى معهد الباليه أم من خريجى مدرسة حسن البنا؟ العلمانيون الذين تتهمهم د. حسن فى حوارك بأنهم يرفضون التعاون مع المكون الأصيل الرائع الكيوت من ملائكة الإخوان، هل رأيت علمانياً مصرياً فجر نفسه فى كمين أو حرض على قتل ضابط أو جندى أو أحرق كنيسة أو خرج علينا متوعداً بأن النار ستظل فى سيناء ما دام تنظيمهم محروماً من الحكم؟! لن يضع العلمانى يده فى يد ملوثة بالدماء، العلمانى برغم كل محاولات التشويه وبرغم كل أساليب الشيطنة، عاشق لتراب هذا الوطن، وتدينه هو ضميره، لا يستخدم هذا التدين بضاعة فى بازار أو إكسسواراً فى بوتيك.
نقلا عن الوطن