Oliver كتبها
- بعد أربعين يوماً من ولادة مخلصنا توجهت العذراء و القديس يوسف إلى الهيكل لتقديم ذبيحة التطهير طاعة للناموس.لم ينتاب العذراء و خطيبها أى إستعلاء من نشوة الإعلانات بشأن المولود العجيب مسيحنا القدوس. النفوس منتعشة لكنها متضعة قدام الميلاد الفائق الطبيعة.من تدابير إلهنا الطيب أن التعزيات تسبق التجارب.ظهور المخلص في الجسد بينهم و الرؤى حولهم سبقت نبوة سمعان الشيخ.
- كان سمعان الشيخ منتظراً تعزية إسرئيل.المسيح مخلص العالم هو تعزية إسرائيل.ما أن أخذ الطفل من يدى العذراء ليطمئن أنه إختتن.حل عليه روح المسيح المحمول رضيعاً و هو حامل الكل بلاهوته.نطق سمعان بروح النبوة و أخبر بما لم تعرفه العذراء.فمع أنه لم يكن موجوداً عند المزود و لا رأى عظمة المولود و ملائكته لكن روح الله أحضر له كل التفاصيل فتكلم عن المولود كمن شهد و عاين.
- من محبة ربنا أنه يخفي ساعة التجارب.حتى لا نبق ننتظرها فنفقد سلامنا.نتوقعها لكن لا نترصدها.نعرف أن في العالم ضيق لكن لا يهمنا أن نعرف كيف أو متى .مر13: 11 .لهذا قال للعذراء في أول معجزة يا إمرأة لم تأت ساعتى بعد يو2: 4 دون أن يذكر تفاصيل تلك الساعة و هي أليمة.و قال مسيحنا لتلاميذه عن ساعة الصلب بدون تفاصيل لو22: 53.و لما كان في البستان قال لهم قد إقتربت الساعة مت26:45.كانت نفس الساعة التى ستتحقق فيها نبوة سمعان بأن يجوز في نفس العذراء سيف.
-ما رآه الرعاة و صاحب المزود و العذراء و النجار أمر مختلف تماماً عما رآه سمعان الشيخ بروح النبوة.إن للمسيح عمل عظيم لا يتوقف عند الإحتفاء بمولده.له تدبير يخص كل البشر.كلام سمعان لم يكن مبنياً على أحداث الولادة و ظهوراتها.كان مستوحياً من روح الله القدوس لإستكمال معرفة شخصية ربنا يسوع.فحديث سمعان كان عن الصلب و هو حامل في يديه رضيعاً وديعاً.إن خلاصة كلام سمعان أن المسيح مولود ليموت عنا.و بقيامته يقيمنا.بصليبه يحارب عنا.
- مع أن النبوة مؤلمة لكنها أيضاً مخلصة.فهي لا تخاطب يوسف البار لأنه سينتقل قبل أن ير المسيح مصلوباً.الرب يشفق على الشيوخ.لذا كان الحديث عن نفس العذراء و سيف الألم يجوز فيها.
- عدم معرفة العذراء بساعة الصلب رحمة بها.و تأكيداً أنها مثل كل أم لا تعرف مستقبل إبنها لكنها تعتنى به من أجل الأفضل.أما مولودها فهي تعلم لاهوته و مجده لكنها تكتشف التفاصيل يوماً بيوم.
- قال سمعان أن هذا (المسيح) قد وضع لسقوط و قيام كثيرين و لعلامة تقاوم.و أنت أيضا يجوز فى نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة لو2: 34.لا حياد مع المسيح .إما أن تكون معه أو أن تكون ضده.المسيح هو السيف الذى يحمى البعض من الشر فيكون لقيامتهم و يبتر المستبيحين و المعاندين فيكون لسقوطهم في الدينونة.و علامته المعلنة التى تتعرض عبر العصور للمقاومة و الإضطهاد هى صليبه الذى يكشف العدو من الحبيب. الصليب العلامة سيف المسيح لغلبة الموت و نصرة شعبه.
- لكن السيف الكبير سينغرس في نفس العذراء.يجوز باطنها بلا تخفيف للألم.ستعيش معاناة المسيح كاملة.و كما هتفت عند الحبل به تبتهج روحى بالله مخلصى لتهتف أكثر من الكل أنها تعرف شركة آلامه بل شركة حياته كلها.لم يكن للعذراء القديسة تمييز خاص عند الصليب لكنها تحملت ألم أكثر من كل أمهات العالم .إذ ترى إبنها القدوس يتحمل كل اللعنات.كثيرون يصيحون بصلبه و قليلون يقولون فى السر أنه برئ.
- إن عظمة العذراء فى ميلاد المسيح و كثرة الإعلانات قبل و بعد الميلاد لم تعصم العذراء من سيف يجوز في نفسها .بدءاً من الحمل المثير للأسئلة و تقريعها بإبنها الذى ولدته من غير زواج.يو6: 42 و محاولة هيرودس قتله و هروبها متغربة إلي مصر بلا إمكانيات.ثم رفض أولاد أختها أن يؤمنوا بإبنها الإلهى يو7: 5.ثم غيابه عنها طويلاً.ثم سماعها محاولات قتله في الجليل و في أورشليم. حتى أن إبنها كان يعلم أنه لابد أن يموت و بعد ثلاثة ايام يقوم و أن القتلة سيكونون نفس كهنة الهيكل الذى تذهب إليه و تقدم بواسطتهم الذبائح حسب الناموس.مر9: 31 لو9: 22 ثم المرارة الكبرى السيف إلى آخره فى نفس العذراء و هى قدام إبنها المصلوب.
- كل الإعلانات غابت و الرؤى تلاشت و المحاكمات الظالمة تتوالى ليلاً و هى تهرول بين القصر و الهيكل.رنين صوت الجلدات يلهبها .النزيف يسرى إلى داخلها كما إبنها المذبوح عنا. الإكليل إنغرس في قلبها فيما كان على رأس ابنها الحبيب.ثم صوته المنهك يأتيها من علو الصليب.يا إمرأة هوذا إبنك يا يوحنا هوذا أمك؟ سيموت إبنها كما قال.من هى المرأة التى عاينت الألم مثل العذراء؟التى ما أن ولدت إبنها البكر إلا و التنين يحاول إبتلاعه كل يوم.رؤ12: 4.
- وقت أن يجوز السيف فى النفس تضيع ذكريات الحياة و تبقي ذكريات عبور الألم و شركة صليب المسيح .يتلاشي ما هو وراء و تجد نفسك منتسباً للصليب قدامك.تتحول التعزيات إلى لغة غير معتادة.بركات الصليب تسند النفس من سيف التجربة و تعيدها إلى صوابها.لذلك لم يتوقف التلاميذ طويلاً قدام الإعلانات قدر ما توقفوا قدام الصليب.
- متى جاز النفس السيف فلتضع قدامها المسيح مصلوباً فتهون الآلام و تتقدس فى آلام المسيح و تصير نهاية الصليب قيامة لأنه لن يجوز السيف إلى الأبد و الرب عارف ما يصنعه.