كشفت دراسة جديدة أن فقدان الوزن يمكن أن يجعلك تبدو أكبر سنًا لأن فقدان الدهون يسرع عملية الشيخوخة عن طريق تفريغ الخدين وظهور العينين غائرتين.
ويطلق على هذه الظاهرة اسم "دايت فيس" بما يعني تأثر شكل الوجه بسبب النظام الغذائي والتي كان يُعتقد سابقًا أنها ناجمة عن تأثير الجاذبية على الجسم في السنوات اللاحقة، مما يتسبب في ترهل الجلد، بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.
كما درس باحثون من كلية الطب في جامعة ويسكونسن صور الأشعة المقطعية للرأس لـ 19 متطوعًا في منتصف العمر تم التقاطها في مناسبتين يفصل بينهما عقد على الأقل. ووجدوا أن السبب في ترهل الجلد لم يكن بفعل الجاذبية، وإنما تسبب فقدان الوزن في تسريع عملية الشيخوخة، وتفريغ الخدين وجعل شكل الفكين يبدو ثقيلًا.
ويقول الفريق البحثي إن اكتشافهم يمكن أن يؤدي إلى المساعدة في إجراء عمليات تجميل بشكل أفضل ويفسر لماذا تبدو مجموعة من المشاهير أكبر بعقد من الزمان بعد اتباعهم نظاما للتخسيس. وقام الفريق البحثي بضرب أمثلة لمشاهير من بينهم سايمون كويل ودون فرينش ودافينا ماكول ورينيه زيلويغر وسيلين ديون وليني هنري والمستشار السابق نايغل لوسون.
وتم ملاحظة أن دهون الوجه انخفضت بنسبة تزيد عن 12% خلال الفجوة العشرية (خلال عشر سنوات) بين الفحصين بالأشعة المقطعية، مما يؤكد نظرية "فقدان الحجم" لشيخوخة الوجه، مما يسلط الضوء على سبب رغبة المرضى في تجديد شبابهم.
بدوره، قال الباحث الرئيسي دكتور آرون مورغان، من كلية الطب في ويسكونسن: إن الفريق البحثي يعتقد أن فقدان الدهون العميق في الوجه يزيل الدعم من الدهون الموجودة فوقها. وبالتالي، يتسبب في تعميق الطية الأنفية الشفوية التي تمتد من الأنف إلى الفم. وفي الوقت نفسه، فإن فقدان الدهون بالقرب من السطح يجعل الخدين يبدوان مفتوحتين، ويعني ذلك أن الفك السفلي ينخفض لأسفل مما يفقد التعريف حول خط الفك، علاوة على أن العينين تبدوان مجوفتين وغائرتين للداخل".
وأوضح أن "الجزء العلوي من الوجه يحتوي على دهون أقل في البداية، لذا فإن فقدان الدهون يكون أكثر وضوحًا. وعلى النقيض من ذلك، فإن منطقة الخد أو الشدق لديها القليل نسبيًا من فقدان الدهون، لذلك تبدو هذه المنطقة أكثر امتلاءً مع حدوث تغييرات في مناطق أخرى من منتصف الوجه."
خسارة مؤكدة
لم يخضع المتطوعون الـ 19، المشاركون في الدراسة والذين تتراوح أعمارهم بين 46 و57 عامًا في كل مسح بالأشعة المقطعية، لعمليات شد الوجه أو أي إجراء تجميلي آخر. ولهذا تمكن الفريق البحثي الأميركي من قياس التغيرات في رواسب الدهون في منتصف الوجه.
انخفض سمك الدهون من حوالي 46.50 سم مكعب في المسح الأولي إلى 40.8 سم مكعب في المرة الثانية التي خضعوا فيها للمسح بالأشعة المقطعية، بنسبة تقدر بحوالي 12.2% على مدار عقد من الزمن.
لكن تم ملاحظة بوضوح أن نسبة الانخفاض في الدهون كانت غير متطابقة أو متسقة على جميع المستويات. ففي الحيز السطحي، أي تحت سطح جلد الوجه مباشرة، كان الانخفاض بمعدل 11.3% فقط، مقارنة بـ 18.4% تحت الجلد.
تقنيات جديدة للتجميل
أظهرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة الجراحة التجميلية والترميمية، أن الدهون هي التي ترفع الوجه بشكل فعال. ويمكن تحديد تقنيات لاستبدال أو إعادة وضع دهون منتصف الوجه بطريقة "فسيولوجية" بشكل أفضل.
وأعرب دكتور مورغان عن اعتقاده بأن "النتائج التي تم التوصل إليها ستساعد جراحي التجميل على تصميم المزيد من الأساليب الطبيعية لتجديد شباب الوجه، بهدف إعادة توزيع دهون الوجه لدى الشباب، مشيرًا إلى أن نتائج تثبت أن هناك نضوب في الحجم وليس مجرد تراخي في الأنسجة مع تقدم العمر. لذلك، يجب استخدام تقنيات لتعديل الأحجام بالإضافة إلى الإجراءات الجراحية لمحاولة إعادة تكوين الوجه الشاب.
الأنسجة الرخوة
كانت النظرية التقليدية السائدة تؤكد أن الأنسجة الرخوة للوجه تخضع ببساطة لتأثيرات الجاذبية بمرور الوقت وبالتالي تتدلى وتأخذ هذا الشكل بين كبار السن.
نصيحة من الأطباء
وقال دكتور مورغان إنه على الرغم من أن فكرة إضعاف الأربطة في منتصف الوجه يمكن أن تؤدي إلى نزول الأنسجة الرخوة لا تزال قائمة، لكن الأدلة الجديدة تشير أيضا إلى اتجاه آخر، مضيفًا أنه "ربما يكون السبب الحقيقي وراء شيخوخة الوجه هو فقدان الدهون - سواء بالقرب من سطح الجلد أو في المناطق العميقة".
وفي نهاية المطاف، ينصح الخبراء المهتمين بفقد الوزن الزائد مع الحفاظ على وجه شاب ونضر أن يتم اتباع نظام للتخسيس بشكل تدريجي وتناول الكثير من الأسماك الدهنية وتحديدًا دهون أوميغا-3 والفواكه والخضروات بالإضافة إلى الحصول على الفيتامينات الأساسية.