بقلم القس/ سامح فوزي عبد الملاك
يحاول التعليم الليبرالي أن يصّدر للبعض أنه يحاول أن يزرع إنسان حر حسب المعتقد الذي يعتقده هو، بحُجة الحرية التي لا ضابط ولا رابط لها، كما أن خطورة هذا التعليم تكمن في عرضه للقضايا الهامة على الساحة، ومن هنا يتصدر ويتزعم القضايا الهامة مثل: تفسير الكتاب المقدس وقضية مفهوم الوحي الإلهي أو قضية رسامة المرأة قسًا أو كتابات العهد القديم. فقد تكون تعريفات التعليم الليبرالية واسعة ومعممة وأحيانا متناقضة مع العلم أن التعليم الليبرالي
تم التضييق عليه خلال بربرية العصور الوسطى المبكرة إلى أنه إرتفع إلى مكانة بارزة مرة أخرى في القرنيين الحادي عشر والثاني عشر، كما شهد القرنان الثالث عشر والرابع عشر ثورة ضد الروحانية الضيقة وبدأ المعلمون في التركيز على الإنسان، وليس على الله. هذا النهج الإنساني فضل العقل والطبيعة والجماليات، ومن هنا بدأ هذا التعليم في نشر السموم التعليمية بدافع أنه الممنوح المطلق للدفاع وطرح القضايا التي تشغل وتشتت البسطاء ومن هنا دخل مصر قريبًا من خلال قادة دينيين فاسدين مموليين بملايين الدولارات التي تأتيهم من الغرب نظير طرح هذه القضايا المذكورة سابقًا لتشتيت
العقليات البسيطة مقابل قبض هذه الدولارات في جيوبهم، وللأسف الشديد هذه القضايا التي يتحدثون عنها هي محسومة كتابيًا ولاهوتيًا ولا جدال فيها في مفهومها الكتابي لأنها لا تقبل القسمة على اثنين وحسمها الوحي كمفهوم الخلاص فهو من التكوين إلى الرؤية يدور حول لا خلاص بعيد عن عمل المسيح الكفاري وهذا هو محور المسيحية الحقيقية وليست الأسمية، ولكن هذه الأيام شهدت موجة فكرية غريبة حاولت خدش أعمدة الكتاب المقدس
وتعمدت أن تشوه المكتوب ولكن القديسين الحقيقيين وقفوا وتصّدوا لكل هذه الضلالات، وكانت وقفتهم هذه سببًا في محاكتمهم كنسيًا من الظالمين. لأن الحق والمدافع عنه قد يُحاكم ظلمًا عندما يكون الحاكم غشيمًا أما أن يكون الحاكم رتبة دينية وكنسية هذه كارثة تهدد الكنيسة في هذه الأيام، ومن هنا الثورة الحقيقية التي نحتاجها في هذه الأيام هي ثورة فكرية تقف بكل دقة للدفاع عن الحق وكلمة الله المعصومة من الخطأ، وعلى القارئ أن يعرف أن ملايين الدولارات التي تأتي من الغرب لا تحرك ساكنًا في فرد وعضو حقيقي في كنيسة المسيح حتى ولو وصل الأمر للمحاكمة من الفاسدين، نحن في ورطة حقيقية لأن هذا الزمان يحمل الغرائب فمن يحاسب هو الفاسد والمرتشي ومن يتم محاسبته هو العادل والصادق والنزيه، لن تدوم أموال الغرب ولم تبقى خالدة عقارتكم نحتاج لوقفة أمام أصحاب من ملّكوا أنفسهم قضاة وهم يحتاجون للمحاكمة من ظلموا الصادق وصفقوا للمنافق. لن تأتي البركة إلا بعد تغير هؤلاء .