الكثيرون من محبي ومتابعي أخبار السيارات يتسائلون «لماذا تحتل الصين المرتبة الأولى فى مبيعات وانتاج السيارات؟، وكيف تغلبت على أزمة كورونا ولم تنخفض مبيعاتها إلا 2% فقط لاغير رغم الأزمة العالمية التى ضربت مبيعات وإنتاج السيارات بسبب أزمة كورونا؟، وكيف وصلت إلى المرتبة الأولى عالميا بعد أن كانت تنتج سيارات ضعيفة لا تحقق أى مبيعات فى الأسواق وأغلب هذه السيارات فشلت فى السوق المصرى وجميع الأسواق الأخرى التى كانت بها؟»

فى سبتمبر 2018، نشر بحث باسم «Chinas Auto Revolution - A Market Research Report, 2018»، ما ترجمته بالعربية «ثورة السيارات في الصين - تقرير أبحاث السوق 2018»، حيث ذكر هذا التقرير أو البحث مراجعة متعمقة لسوق السيارات الصيني ويحلل بدقة التطورات الرئيسية في صناعة السيارات في الصين وقدم التقرير توقعات لسوق السيارات الصيني.
 
وجاء فى البحث المعروض للبيع على أحد المواقع العاملية بسعر 3354 يورو، أن الصين تستعد للظهور كمصدر رئيسي للسيارات، مما يؤدي إلى زعزعة سوق السيارات العالمي، وفقًا لهذا التقرير. 
 
وقال التقرير، إنه خلال العقد القادم، سيدفع صانعو السيارات الصينيون بقوة لبيع سياراتهم في الأسواق الدولية، بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك ارتفاع في صادرات السيارات من الصين التي تنتجها كبرى شركات تصنيع السيارات العالمية.
 
وقال المؤلف الرئيسي للتقرير، إن طاقة إنتاج السيارات في الصين تتزايد، لكن السوق المحلية أصبحت مشبعة، وهذا جعل من الضروري لشركات صناعة السيارات التي لديها مصانع في الصين أن تبحث عن مشتري سيارات في أسواق أخرى.
 
تنتج الصين مجموعة من السيارات تتراوح من العلامات التجارية الفاخرة للأسواق المتقدمة إلى السيارات منخفضة التكلفة للبلدان النامية.
 
وفقًا للتقرير، أنشأ كل صانع سيارات عالمي رئيسي مصنعا في الصين، وتنتج شركات صناعة السيارات هذه سيارات لكل من السوق الصينية المحلية وكذلك للتصدير إلى الأسواق الدولية.
 
قال التقرير إن الصين تنتج اليوم «2018» سيارات كهربائية أكثر من بقية دول العالم مجتمعة، ومعظم هذه المركبات حتى الآن تلبي احتياجات السوق المحلية.
 
قال التقرير إن صانعي السيارات الصينيين يركزون على إضافة قدرات متقدمة لسياراتهم لتكون أكثر قدرة على المنافسة على الساحة العالمية، وتسرع الصين جهودها لتصبح رائدة على مستوى العالم في مجال السيارات ذاتية القيادة.
 
ستكون هذه مركبات ذكية ومتصلة بالأقمار الصناعية من شأنها تحسين كفاءة النقل وتحقيق أهداف توفير الطاقة وخفض الانبعاثات.
 
ويشير التقرير أيضًا إلى أن الحكومة الصينية كانت شديدة الحماية لصناعة السيارات المحلية من خلال فرض رسوم جمركية عالية على السيارات المستوردة وقيود على الملكية الأجنبية للتصنيع المحلي.
 
في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الآن إلى التوسع على الصعيد الدولي ، تعمل الحكومة على تخفيف الرسوم الجمركية وكذلك متطلبات الملكية.
 
وبالفعل تحقق كل ما ذكره التقرير وظهر أكثر فى 2019 و2020، وتحققت كل توقعات المؤلف وأصبحت السيارات الصينية فى مصر من أفضل السيارات فى الفئات الاقتصادية، ومن أهم السيارات فى السوق المصرى والتى حصلت على اهتمام كبير جدا من المستهلكين هى «MG» لدرجة أنها العلامة التجارية الصينية الأعلى مبيعا فى مصر وتحقق هذا فى سنة واحدة.
 
وأصبحت الصين موطن صناعة السيارات فى العالم وبالأخص صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات الكهربائية، ودخلت الشركات الصينية فى شراكات جديدة مع صانعى السيارات الألمانية و الأمريكية مثل «مرسيدس - BMW - أودى - فورد». 
 
أما عن سر المبيعات الكبير والإنتاج، فنشر فى بحث آخر بتاريخ فبراير 2020 بعنوان «Automotive Financing Market - Growth, Trends, and Forecast (2020 - 2025)»، «سوق تمويل السيارات - النمو والاتجاهات والتوقعات (2020-2025)»، عبارة عن 70 صفحة ومعروض للبيع على موقع «ReSearche And Markets» بقيمة 3665 يورو، أن سعر المبيعات الضخم والإنتاج الكبير فى الصين ليس لرخص العمالة وتوافرها كما يعتقد الكثير، ولكن السر يرجع إلى سياسات الحكومة الصينية. 
 
حيث تقوم الحكومة الصينية بتمويل الشركات الصينية بمبالغ كبيرة جدا، ويتم سداد هذا التمويل أو القروض بفوائد قليلة من الأرباح الصافية للشركات، بجانب القروض التى يأخذها المستهلك من الحكومة ويسددها بفوائد لا تذكر وعلى عدة سنوات أو يتم خصمها من مرتبه.
 
وذكر البحث أن أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض مبيعات السيارات في البلدان الأفريقية هو عدم توفر خيارات التمويل، وفقًا للمسح والأبحاث التي أجرتها «JD Power».
 
وفى الصين وصل سعر الفائدة على السيارات الجديدة إلى أدنى مستوياته في السنوات الثلاث الماضية، ومع ذلك فإن متوسط ​​قرض السيارة الجديدة يتقاضى الآن فائدة بنسبة 12٪ أقل من متوسط ​​قرض السيارة المستعملة.
 
في وقت سابق، اعتادت المؤسسات المالية / البنوك على تمويل 70-80٪ فقط من إجمالي سعر السيارة، ومع ذلك في الوقت الحاضر، تقدم هذه المؤسسات / البنوك تمويلًا بنسبة 100٪ للسيارة، مما يجعل الناس يبدون اهتمامًا أكبر بشراء سيارة جديدة السيارة المستعملة ارتفع متوسط ​​سعر الفائدة لهؤلاء المشترين بنسبة 39٪ تقريبًا منذ الربع الأول من عام 2016.