كتب : د. مينا ملاك عازر
عبد الحميد الدبيبة، رجل أعمال وناشط سياسي من مدينة مصراتة، ابن عم وصهر الملياردير علي الدبيبة المقرب من الإخوان والنظام التركي، يبلغ من العمر 62 عاماً ووظيفته الأصلية مهندس متخرج من جامعة تورنتو الكندية،
شغل وظيفة مدير عام للشركة الليبية القابضة للتنمية والاستثمار لودكو، ويقدم نفسه على أنه قائد إنمائي متحمس للتغيير في بلاده وحول العالم.
بفضل خبرته الواسعة وإنجازاته، تزعم تيار ليبيا المستقبل الذي ينشط سياسياً ويشارك باسمه في ملتقيات الحوار الليبي والمعروف بعلاقاته الوطيدة مع النظام التركي، وفي يناير الماضي تحدثت تقارير غربية عن توسيع الرئيس التركي رجب أردوغان، مخططاته للفساد في ليبيا من خلال اللعب على الانقسامات في البلاد لمصلحته الخاصة، والتعاون مع أشخاص مثل رجل الأعمال الليبي، عبد الحميد الدبيبة، حتى يتمكن من الاستمرار في التلاعب بمستقبل ليبيا، وتم منح ما يصل إلى 19 مليار دولار من عقود البناء الليبية لشركات تركية، من قبل هيئات الدولة الليبية، التي تسيطر عليها عائلة الدبيبة، حيث يدعم أردوغان عبد الحميد الدبيبة كرئيس وزراء ليبيا المقبل، يعتبر عبد الحميد الدبيبة أحد أبرز عناصر أسرة الدبيبة بمصراتة التي تدير ثروات طائلة تشوبها شبهات الفساد، ورشحته الأسرة لمنصب رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وتم إتهامه بشراء ذمم أعضاء ملتقى الحوار ودفع مبالغ ضخمة لشراء الأصوات في يونيو 2017، أدرجه مجلس النواب الليبي في لائحة تضم العناصر والكيانات المتهمة بالإرهاب، بإعتباره ممولاً للكتائب المسلحة الموالية والتابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
من يقرا المقال حتى نهاية الفقرة السابقة يستطيع بكل ثقة يستشعر الخطر، ويثق تماماً أن ثمة توافق شرعي آخر دولياً بين تركيا وليبيا بالتأكيد سيكون على حساب مصر، لكن عليك أن تعرف أن فوز دبيبة في الانتخابات التي جرت في جينيف ليكون رئيس للحكومة اللبيبة الجديدة لم يأتي منفرد بل رافقه وصول محمد المنفي ليكون رئيس للمجلس الرئاسي الليبي.
والمنفي من مواليد عام 1976 بمدينة طبرق وينحدر من قبيلة المنفي العربية شرقي ليبيا، وكان من القيادات النشطة في رابطة الطلاب الليبيين الدارسين في فرنسا، إنه محمد يونس المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد والمنفي نجل الدكتور الراحل يونس المنفي أستاذ الإعلام بجامعة قاريونس، ومحل إقامته مدينة طبرق، وينتمي إلى قبيلة المنفي المجاهدة شرق ليبيا، وهي قبيلة المجاهد عمر المختار،
وكان المنفي من القيادات النشطة في رابطة الطلاب الليبيين الدراسين في فرنسا تحت لواء اتحاد طلبة الجماهيرية، وكان من أكثر الشباب الجماهيري إيماناً بمباديء ثورة الفاتح، وفقاً لبوابة افريقيا الإخبارية، وبعد أحداث فبراير 2011، ترشح المنفي لانتخابات 2012 وفاز بعضوية المؤتمر الوطني العام ورئيس لجنة الإسكان والمرافق بالمؤتمر الوطني العام،. وبقرار صدر في31 يوليو 2018 عين المنفي سفيراً لليبيا في اليونان، وفي ديسمبر 2019، قالت اليونان إنها قررت طرد السفير الليبي تعبيراً عن غضبها على اتفاق أبرمته ليبيا وتركيا، موضحة أن محمد يونس المنفي أمامه 72 ساعة لمغادرة البلاد، ليعود المنفي اليوم ليتصدر المشهد السياسي الليبي بانتخابه رئيساً للمجلس الرئاسي الليبي، بعضوية كل من عبدالله اللافي عن إقليم طرابلس، و موسى الكوني عن إقليم فزان، فيما أصبح عبد الحميد دبيبة من إقليم طرابلس رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية الليبية.
والمدقق في المعلومات السابقة، يستطيع التوصل لأمرين هامين، أولهما أن المنفي من القبائل التي أيدت تدخل الجيش المصري في جانب الجيش الليبي، بيد أن هناك معلومة غريبة، أن المنفي كان سفير في اليونان وطردته ولو بسبب التقارب الليبي التركي، والتقارب بتوقيعهما لاتفاقية ترسيم حدود تتعارض مع المصالح اليونانية وبالأحرى مع كل مصالح الدول بالمنطقة منطقة شرق البحر المتوسط، ولم يفعل المنفي شيء متوقع وهو الخروج على الحكومة، مما يقلقني أنا شخصياً لكننا لا نستطيع أبداً غض النظر عن بقية مشكلي المجلس الرئاسي الذي من بينهم رجال ينتمون لشرق ليبيا ولمنطقة فزان، قد يخلقون التوازن الذي كان مفقود في المجلس الرئيسي السابق وفي الحكومة التي كانت تسيطر على غرب ليبيا وطرابلس برئاسة السراج.
المختصر المفيد أنتظر المزيد من العمل الدبلوماسي المصري والمخباراتي في الآونة القادمة لتأمين حدودنا الغربية ولتأمين وصول ليبيا الآمن لبر الأمان.