تبدأ اليوم الأحد 7 فبراير 2021 سنة المريخ السادسة والثلاثون، وبداية عام جديد على سطح الكوكب الأحمر. 

 
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة، فى تقرير لها، أن الأرض والمريخ معًا تشكلت فى السديم البدائى العظيم الذى تشكلت فيه الشمس أيضًا، ويبلغ عمر كل من الأرض والمريخ حوالى 4.5 مليار سنة، وكما هو الحال على الأرض تم إنشاء نظام لضبط الوقت على المريخ، مقارنة بالتقويم الأكثر استخدامًا على كوكب الأرض وهو التقويم الغريغورى الذى يضعنا فى عام 2021. 
 
اما تقويم المريخ أحدث بكثير، فقد كان العام الأول فى المريخ فى الاعتدال الربيعى الشمالى فى 11 أبريل 1955، عندما هبت عاصفة ترابية كبيرة على المريخ فى النصف الثانى من سنة المريخ تلك (تسمى أحيانًا العاصفة الترابية العظيمة سنة 1956).  
 
لا يوجد تسميات لسنوات المريخ ولكن نشر اول نظام لتحديد سنوات المريخ فى ورقة بحثية علمية نُشرت فى عام 2000، توضح التغيرات فى درجات الحرارة على الكوكب الأحمر. 
 
أسس النظام بناء على المدار لحساب سنوات المريخ وللمساعدة فى مقارنات البيانات، وفى السنوات التى أعقبت ذلك، بدأ استخدام ذلك النظام الخاص بسنوات المريخ، وخاصة أولئك العلماء الذين يدرسون مناخ المريخ
 
اعتبر اختيار 11 أبريل 1955 "بدون مبرر"، لكن العاصفة الترابية العظيمة عام 1956 - التى حدثت فى عام المريخ الأول - تمثل علامة مناسبة. 
 
فى وقت لاحق، تم تمديد النظام بتحديد سنة المريخ(0) بداية من 24 مايو 1953، وبالتالى السماح بأرقام السنة السالبة، وذلك يشبه استخدام قبل أو بعد الميلاد فى التقويم الغريغورى (أو مؤخرًا، الحقبة العامة أو الحقبة قبل العامة ). 
 
إن سنة واحدة على المريخ تساوى 687 يومًا من أيام الأرض، مايعنى بأن المريخ يستغرق ضعف الوقت الذى تستغرقه الأرض للدوران حول الشمس، وهذا يعنى بأن عمر الإنسان سيكون أقل بكثير على المريخ،  ويمكن حساب ذلك بسهولة من خلال قسمة عمر الشخص على 1.88 والناتج سيكون العمر على الكوكب. 
 
إن تحديد اليوم على المريخ، كما هو الحال على الأرض،  من خلال الوقت الذى يستغرقه الكوكب فى الدوران حول محوره، هذا يسمى يوم المريخ الشمسى وهو أطول قليلًا من يوم الأرض حيث يبلغ 24 ساعة و39 دقيقة. 
 
كوكب المريخ له أربعة فصول: الشتاء والربيع والصيف والخريف،  يتم تحديدها بناء على موقع الكوكب فى مداره حول الشمس، وتبدأ السنة المريخية الجديدة مع الاعتدال الشمالى (الربيع الشمالى، الخريف الجنوبي). 
 
أثناء حركة المريخ فى مساره السنوى حول الشمس، يتسبب الميل المحورى للكوكب فى تلقى النصف الشمالى من المريخ للمزيد من ضوء الشمس خلال الصيف الشمالى، ويتلقى النصف الجنوبى مزيدًا من ضوء الشمس فى الشتاء الشمالى - تمامًا كما هو الحال على الأرض،  وعلى عكس الفصول على الأرض، فإن الفصول على سطح المريخ ليست متساوية الطول. 
 
و لأن مدار المريخ حول الشمس أكثر بيضاوية من مدار الأرض، فعلى سبيل المثال، يستمر الربيع بالنصف الشمالى (الخريف بالنصف الجنوبي) لأطول فترة، 194 يوم مريخى، وخريف نصف الكرة الشمالى (ربيع نصف الكرة الجنوبي) هو أقصر موسم بطول 142 يوما مريخيا. 
 
يمكن أن يكون لمدار كوكب المريخ البيضاوى نتائج مهمة، فخلال الربيع والصيف الجنوبى، يتحرك المريخ بالقرب من الشمس بشكل أسرع، وتؤدى الزيادة الناتجة عن اشعة الشمس إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوى، مما يؤدى إلى اضطراب يرفع الجسيمات الدقيقة جدًا من تربة المريخ،  لهذا السبب، غالبًا ما يتسم النصف الثانى من العام المريخى بعواصف ترابية شديدة يمكن أن تنتشر أحيانًا على مستوى الكوكب. 
 
كما هو الحال على الأرض، يكون الشتاء باردًا والصيف دافئ على سطح المريخ، ولكن درجة حرارة الكوكب الإجمالية أكثر برودة، حيث يبلغ متوسط ​​درجة الحرارة السنوية 60 درجة مئوية تحت الصفر، ويشهد الكوكب ظواهر جوية مختلفة على مدار الفصول. 
 
هناك ظاهرة جوية ترصد كل عام فى الربيع أو الصيف بالنصف الجنوبى للمريخ حيث تظهر غيمة من بلورات الجليد يمكن أن يصل طولها إلى 1800 كيلومتر فوق قمة جبل بركان "ارشيا مونس" ويتكرر ظهورها لمدة 80 يومًا مريخيًا على الأقل ثم تختفى خلال بقية العام.