تنتمي عشبة الماكا إلى عائلة الخضراوات الصليبية التي تضمّ البروكلي، الفجل، الجرجير، الملفوف، واللفت، ويعتبر جذر العشبة الذي ينمو تحت الأرض الجزء الرئيسي الصالح للأكل، ويتوفّر في عدة ألوان تتأرجح ما بين الأبيض والأسود، ويتم تجفيف جذر الماكا ليستهلك في شكل مسحوق، ولكنه يتوفّر أيضاً كمكمّلات غذائية في شكل كبسولات ومستخلصات سائلة.
تمّ استعمال جذر الماكا تقليدياً لتعزيز الخصوبة وعلاج المشاكل المتعلقة بالجنس، وقد لاقت المستحضرات المعدّة من الجذر رواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة؛ لوجود صلة بين تناوله وزيادة الرغبة الجنسية.
تقول الدكتورة سينتيا الحاج بداية إن "عشبة الماكا من النباتات التي تنمو سنوياً، معروفة في جبال الأنديز في مناطق البيرو؛ حيث تنمو بكثرة، وهذه النبتة شبيهة بجذور الفجل من حيث الشكل، وهي طعام رئيسيّ لأهل تلك المناطق.
يرجع تاريخ اكتشاف واستخدام جذور الماكا إلى أكثر من 2000 عام تقريباً، حيث كان محاربو قبائل الإنكا القدامى يأكلونها من أجل زيادة النشاط والحيوية قبل خوضهم المعارك.
لا شك أن فوائد هذه العشبة عديدة ومنوّعة، لا سيّما أنه يطلق عليها اليوم تسمية (جنسنج البيرو)، كما أنَّ العديد من الدراسات الحديثة أثبت أنَّ جذور الماكا تلعب دوراً عظيماً في تحسين العلاقات الحميمة وتحفيز الطاقة الجنسية بشكل كبير، سواء عند الرجال أو النساء، بالإضافة إلى دورها الفعّال في علاج البرود الجنسي لدى النساء خاصة.
وتناول جذور الماكا خالٍ من الأضرار الجانبية، بل على العكس فإنَّ لتناولها فوائد عظيمة؛ فهي مصدر غني جداً بالبروتينات، بالإضافة إلى أنها تحتوي على الأحماض الأمينية، الغلوكوزينولات، والعديد من المعادن؛ مثل الزنك، الحديد، البوتاسيوم، الصوديوم، الكالسيوم، البوتاسيوم، واليود. في حين تحتوي أيضاً على مواد غذائية تعمل بشكل مباشر على تحفيز الهرمونات لدى الرجال والنساء.
وتمنح جذور الماكا للنساء فرصة لتجديد الهرمونات بشكل طبيعي وصحي، كما أنها تعمل على تغذية الغدد، بالإضافة إلى أنها تساعد على إنتاج هرمونات التيستوستيرون والإستروجين، والبروجيستيرون بصورة طبيعية".
وتؤكد الدكتورة سينتيا الحاج أنّ "تناول جذور الماكا يعمل على تقليل وتخفيض الشعور بالإزعاج المصاحب للدورة الشهرية، كما أنه يحافظ على معدّل هرمون التيستوستيرون، مما يساهم في رفع طاقة الجسم وزيادة الرغبة الجنسية للمرأة بالشكل الطبيعي. عشبة الماكا تزيد من خصوبة النساء وفرص الحمل، تنظّم الدورة الشهرية، تحسّن من معدّلات الطاقة بشكل عام، وليس لها أية آثار جانبية سلبية تذكر.
هناك حقيقة مثيرة للاهتمام وهي أن للماكا تأثيراً على الجسم، مثل الجنسنج، بحيث تزيد من حالة المقاومة للأمراض؛ عن طريق إدخال تحسينات على الصحة الجسدية والعاطفية، كما أن مساهمتها الكبيرة من الفيتامينات، المعادن، ومضادات الأكسدة تساعد على الحفاظ على الجهاز المناعي نشطاً، وكذلك الأداء السليم للعديد من الغدد في الجسم".
فوائد عشبة الماكا للعظام
وتضيف الدكتورة سينتيا الحاج: "تحتوي الماكا على نسبة كبيرة من الكالسيوم، وهو المعدن الأساسي للحفاظ على صحة العظام وتقويتها وزيادة كثافتها، لذلك فإنّ إضافة الماكا إلى النظام الغذائي اليومي يساعد على تحسين صحة العظام والوقاية من هشاشة العظام.
تحتوي الماكا على كمية كبيرة من البروتينات المهمّة لجهاز المناعة، كما أنها تساعد على خفض مستوى الالتهابات في الجسم؛ لذلك فإنَّ تضمين الماكا في النظام الغذائي، ولو بكمية صغيرة، يساعد على تقوية جهاز المناعة وإصلاح التلف في أي نسيج من أنسجة الجسم، كما أنها تزيد من دفاعات الجسم وقدرته على مكافحة الأمراض، والوقاية من الالتهابات المزمنة التي تسبب تطوّر الكثير من الأمراض المزمنة والسرطان.
وأخيراً اعتاد القدماء على دهن بشرة الوجه بمسحوق الماكا؛ للوقاية من الأضرار المحتملة التي تسببها أشعة الشمس، كما لاحظوا أنها تساعد على علاج الحروق والوقاية من التجاعيد وعلامات تقدّم السن".