تحل اليوم الذكرى الـ90 لميلاد الفنانة الراحلة شادية، والتي قدمت عددًا من أروع وأهم الأغنيات الوطنية لمصر خلال السنوات الخمسين الماضية، منها أغنية «أقوى من الزمان»، أو التي تعرف باسم «لما كنا صغيرين».
شادية لـ مصطفى الضمراني: عاوزة أغنية وطنية.. إنت بتكتب كويس
كواليس تلك الأغنية التاريخية والمهمة في مسيرة شادية كشفها الشاعر مصطفى الضمراني، خلال مقالاته التي سردها في تسعينيات القرن الماضي بجريدة «الأهرام»، وقال عنها «ذات ليلة فاجأني الموسيقار صلاح عرام قائد الفرقة الذهبية، وقد خرج للاستراحة من بروفة للمطربة الكبيرة شادية، يطلب مني الانتظار بعد انتهاء البروفة لمقابلتها، وانتظرت حتى غادر الموسيقيون المعهد، ودخلت وسلمت عليها، وكان معها الفنان عمار الشريعي».
وتابع «قالت لي شادية اتفضل اجلس، أنا عندي مفاجأة كويسة لك، تعرف إيه هي؟.. قلت عايز أعرف من حضرتك، قالت عمار الشريعي أنا سأقدمه للمستمعين ملحنًا جديدًا، وإنت بتكتب وطني كويس، عايزة منك أغنية وطنية جديدة يلحنها عمار، وسأقدمها في حفلات أكتوبر، وشكرتها على هذا التكليف، وقالت توكلوا على الله، أنا عايزة الأغنية بأقصي سرعة، وذهبت مع عمار إلى شقته بالجيزة، وفي الطريق قال لي عمار عايزين نعمل حاجة كويسة حاجة حلوة».
وأضاف مصطفى الضمراني «رحت في الموعد المحدد فكان عمار سعيد بالكلام، وطلب مني أن أسجله بصوتي على جهاز الريكوردر، وبعد شوية شربنا الشاي، وطلب عمار الفنانة شادية وقرأ لها الكلام وفرحت جدًا خصوصا بفكرة الأغنية والتي حين تسمعها تشعر بأنها أغنية عاطفية، وبعد شوية تكتشف أنها أغنية وطنية جميلة في حب مصر، وقالت لعمار عايزة اللحن بأقصى سرعة».
وقال «خلال يومين انتهى عمار من اللحن، وكتب النوتة الموسيقية لثلاثين عازفًا من أعضاء الفرقة الموسيقية، وبدأت شادية البروفات مع الفرقة ودخلت لتجد المسرح امتلأ عن آخره بالدارسين من طلبة وطالبات المعهد، وبمجرد أن عزف عمار دخول الأغنية حتي التهبت أيديهم من التصفيق، وطلب عمار من الحاضرين السكون حتي تنتهي الأغنية وبعد ذلك يمكنهم التصفيق».
واختتم «الضمراني» حديثه، قائلًا «كانت شادية في قمة فرحتها بلحن عمار الذي ستغنيه للجمهور، ومن كثرة إعجابها باللحن والكلام قالت لعمار أنا سأسجل هذه الأغنية علي نفقتي الخاصة وقالت لعمار (دي مصر)، وبالفعل تم التسجيل في أستديو عمار ودفعت شادية تكاليف البروفات العشر، وأجر الأستوديو لمدة يومين، وأجر مهندس الصوت وأشرطة التسجيل.. وقال لها عمار في نهاية التسجيل أنا برضه متبرع باللحن ومصطفي متبرع بالكلام من أجل مصر وحبها لمصر».
لما كنا صغيرين
كان لينا مكان صغير دايما تقابلني فيه
لما كنا صغيرين
كان لينا حلم أخضر في قلوبنا عيشنا بيه
فاكرة يا حبيبي فاكرة
فاكرة زهر البنفسج فاكرة ضل الشجر
فاكرة لمسة إيديك
وحنان نظرة عينيك
فاكرة ومش ناسية أبداً
أيام ما كنا نسهر نتونس بالقمر
أيام ما كنا نسهر يضحك لينا القمر
نتونس بالقمر.. يضحك لينا القمر ونغني مع القمر
واتغير الزمان.. واتبدل المكان اتبدل المكان
لكن يا مصـر انتي .. يا حبيبتي زي ما انتي
جميلة زي ما انتي .. وأصيلة زي ما انتي
وإن خدعتني الأماني .. أو ضاع حبي في ثواني
أرجعلك انت تاني.. تاني
يا صاحبة المكان .. يا أقوى من الزمان
ألاقيكي يا مصر انتي يا حبيبتي زي ما انتي
ألاقيكي يا مصر انتي يا حبيبتي زي ما أنتي
الضحكة الحلوة انتي.. والحب الباقي إنتي
وكل شيء يتغير.. وإحنا بتكبر ونكبر
ونفارق بعضنا... وتبقى يا مصر دايمًا طفل هيفضل صغير
بنحبه كلنا
رحت تاني للمكان ... فاكرني بكل حاجة و بأحلى سنين هوايا
رحت تاني للمكان .. لقيت أثنين بدلنا عايشين نفس الحكاية
ضحكة ماليا عنيهم رعشة بينه في أيديهم
عايشين نفس البداية
ضحكتهم يا ترى ... فرحتهم يا ترى هيخليها الزمان
دنيا و بتلف بينا... ترسم ضحكة عنينا
و تدينا الأمل .. نغني لأمل و نعيش ويا الأمل
و يتغير الزمان .. يتبدل المكان
لكن يا مصر أنتي .. يا حبيبتي زي مانتي
جميلة زي ما أنتي و أصيلة زي ما أنتي
و أن خدعتني الأماني .. أو ضاع حبي في ثواني