د.ماجد عزت إسرائيل
في أوائل الستينات كان الأستاذ "يسري لبيب اسكندر". يعمل في مؤسسة التأمينات الاجتماعية بالقاهرة، وخلال ذات الفترة ارتبطت بمجموعة من الأصدقاء في مجال الخدمة بمدارس الأحد ودراسات الكتاب المقدس والآبائيات فكان على علاقة قوية بالأستاذ نظير جيد روفائيل (البابا شنودة الثالث فيما بعد)، وكان الأستاذ يسري يكتب بعض المقالات وينشرها بذات المجلة. وفي ذات اللحظة كان يسري يرتبطت بعلاقة بالأب يوحنا المقاري فعندما سعي الأخير لإصدار مجلة للأطفال، فرشح له الأب متى المسكين الأخ يسري لبيب لخبرته الكبيرة في هذا المجال من خلال مجلة مدارس الأحد فاستقال من مؤسسة التأمينات الاجتماعية عام ١٩٦٣، وبدأ يعمل مع القائمين على إصدار مجلة مرقس للأطفال. وقد صدر منها سبعة أعداد، ثم بعد ذلك تم إصدار مجلة مرقس للشباب والخدام والتي لاتزال تصدر حتى يومنا هذا من التركيز على بناء الشباب المسيحي روحانياً للخدمة بمدارس الأحد والقرى.
وبين عشية وضحاها ذاع صيت مجلة مرقس أي رسالة الفكر المسيحي للشباب والخدام فازداد عدد المشتركين،وارتفع توزيع المجلة إلى أضعاف ما كان عليه. وصارت دار المجلة تستقبل الخدام والمشتركين في أثناء مواعيد العمل في المجلة، كما كثر عدد المحررين. وبعد فترة وجيزة أصبحت المجلة في شتى ربوع مصر كلها- وحاليًا ذات المجلة توزع في كل العالم . فهذه الثمرة والرسالة التنويرية يعود الفضل للأستاذ يسري لبيب ومرشده الروحي الأب متى المسكين.
وفي عام ١٩٦٦ كان الأب المستنير متى المسكين يعيش حياته الرهبانية مع مجموعة من الآباء الرهبان بمنطقة وادي الريان بالفيوم وهو منخفض عميق من الحجر الجيري الأيوسينى ويبغد عند القاهرة بنحو 80 كيلومتراً وعن دير الأنبا صموئيل 50 كيلومتراً، وتصل مساحته نحو 7 كيلومتراً عرضاً و30 كيلومتراً طولاً.واشتهرت المنطقة بوجود بعض النباتات الطبيعة وأشجار الزيتون ولكنه كان يعاني من وجود المياه العذبة. وبعدها ذهب الجميع لوادي غمير، ثم بيت التكريس بحلوان وفي يوم 9 مايو 1969م صدر قرار من البابا كيرلس السادس – البطريرك 116 (1959-1971م) باسناد إدارة دير أنبا مقار للأب متى المسكين ورفاقه. والحقيقة كان الدير في حالة يرثى لها فلم يكن بالدير إلا أربعة رهبان ومباني الدير والقلالي آيلة للسقوط وبعد فترة وجيزة تم تعمير الدير بالرهبان وترميم وبناء بعض القلالي وأصبح ذات الدير على الخريطة السياحة الدينية في مصر. في ذات اللحظة كان الأخ يسري لبيب يعمل ليل نهاراً من أجل إصدار مجلة مرقس في موعدها باللإضافة إلى خدمته الكنسية.
وفي مارس ١٩٧٣، قرر الأستاذ يسري لبيب الرهبنة بدير القديس أنبا مقار وقد اتفق مع الأب متى المسكين بأن يظل يعمل غلى إصدار المجلة من الدير ويقوم هو بالإشراف على طباعتها، وفي ٢٥ أغسطس ١٩٧٣ رُسم الأستاذ يسري لبيب راهباً باسم الراهب باسيليوس المقاري ولم يحصل ولايسعى للحصول على أي رتبة كنسية آخري وظل حتى نياحته يعرف بالراهب باسيليوس المقاري. ولحبه لموضوع تأليف وطباعة الكتب وبترتيب من الله تم إحضار ماكينة جمع حديثة للطباعة لم يكن لها مثيل إلاَّ في مطبعة جريدة الأهرام، وهي ماكينة التجميع الضوئي (Photocomposer) سنة ١٩٧٩. ثم توالى إحضار ماكينات الطباعة ابتداء من مايو ١٩٧٨ ثم ماكينة الدباسة والمقص، ثم في ١٩٨٩ وصلت ماكينة تطبيق الملازم وماكينة خياطة الكتب. وأول يوم اشتَغَلَت فيه المطبعة كان في ٢٢ أغسطس ١٩٧٨ (عيد القديسة العذ راء مريم). وتم طباعة أول كتاب من المجلدات وهو كتاب "القديس أثناسيوس الرسولي" سنة ١٩٨١ (في ٨٥٥ صفحة) بمناسبة مرور ستة عشر قرناً على نياحته. وظل الراهب باسيليوس يعمل بالمطبعة بدير أنبا مقار ودار مجلة مرقس بالقاهرة حتى رحل عن عالمنا في 1 يناير 2021م.
وقد إصدر الراهب باسيليوس المقاري العديد من المؤلفات نذكر منها التدبير الإلهي في تأسيس الكنيسة (١٩٩١)،الخلاص الثمين (١٩٩٨)،السلطان الروحي في الكنيسة في اختيار وإقامة بابا الإسكندرية (١٩٩٨)،السلطان الروحي في الكنيسة في اختيار وإقامة بابا الإسكندرية (١٩٩٨)،دراسات في آباء الكنيسة (١٩٩٩).التدبير الإلهي في بنيان الكنيسة (٢٠٠١).الأصول الأرثوذكسية الآبائية لكتابات الأب متى المسكين (كتابان) صدرا في (٢٠٠٣)،إيماننا المسيحي (جزءان) (٢٠١٣)- وقد ارسل هذا الكتاب لكاتب هذه السطور، وأيضًا يوجد هذا الكتاب في جامعة الرور بألمانيا - تاريخ الكنيسة القبطية الجزء الثاني (من القرن السادس إلى القرن العاشر) في (٢٠١٦)، والجزء الثالث (من القرن الحادي عشر إلى القرن السابع عشر) في (٢٠١٩).تاريخ الكنيسة القبطية الجزء الثاني (من القرن السادس إلى القرن العاشر) في (٢٠١٦)، والجزء الثالث (من القرن الحادي عشر إلى القرن السابع عشر) في (٢٠١٩). وقد كتب العديد من المقدمات لبعض الإصدرات وساهم في جمع العديد من أبناء الكنسية والمتخصصين والأكاديمين وتشجيعهم في الاستمرار في البحث والدراسة في تراث كنيستنا القبطية الأرثوذكسية. للحديث بقية.