كتب – روماني صبري
اجتمع المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس مع وفدا من أبناء الرعية الأرثوذكسية في الجليل وقد استقبلهم في كنيسة القيامة في القدس القديمة حيث رحب بزيارتهم بعد هذا الانقطاع الذي طال أمده لعدة أشهر بسبب الاقفالات والاغلاقات الشاملة التي كانت بسبب مواجهة جائحة ووباء كورونا ، وفيما يلي نص التصريحات التي أدلى بها :
نتمنى ونسأل الله بأن يزول هذا الوباء كما ونذكر في صلواتنا وادعيتنا بشكل خاص جميع المصابين والمحجورين والذين يتألمون ويعانون بسبب هذه الجائحة الغير مسبوقة التي ألمت بنا وببلادنا ومشرقنا وعالمنا .
وأمام القبر المقدس نصلي من أجلكم ومن اجل أبناءنا في هذه الارض المقدسة فكونوا متشبثين ومتمسكين بوديعة الايمان رغما عن كل التحديات والظروف والاوضاع التي نعيشها ونعاني منها .
نحن مطالبون اليوم ان نحافظ على قيم ايماننا اكثر من اي وقت مضى ، نعيش في زمن تقهقرت فيه القيم والمبادىء السامية ونحن مطالبون بأن تبقى شعلة الايمان متقدة.
تمسكوا بايمانكم القويم وبمسيحيتكم المشرقية الحقة وكونوا دائما دعاة محبة واخوة وسلام في مجتمعاتكم وفي هذه البقعة المباركة من العالم .
افتخروا بانتماءكم لكنيستكم هذه الكنيسة التي حضورها لم ينقطع لاكثر من الفي عام في هذه البقعة المباركة من العالم ، افتخروا بانتماءكم لانجيلكم وللقيم المسيحية القويمة التي ننادي بها في كنيستنا المقدسة ولا تخافوا ولا تترددوا في ان تكونوا شهودا للايمان في هذه الارض المقدسة ارض الميلاد والتجسد والقيامة والنور .
كونوا في حالة انفتاح ومحبة واخوة انسانية مع شركاءكم في الانتماء الانساني فنحن تعلمنا الكنيسة دوما ان نمارس المحبة في حياتنا وانجيلنا الالهي يقول "الله محبة " وعندما تغيب المحبة من حياتنا نفقد مسيحيتنا وانسانيتنا الحقيقية .
احبوا هذه الارض المقدسة وانتموا اليها بكل جوارحكم والتي تباركت وتقدست بحضور المخلص وامه البتول وقديسيه ورسله وشهداءه ، فهذه ارض مجبولة بالقداسة والبركة والنعمة وكل حبة تراب من ثرى فلسطين تعني بالنسبة الينا التاريخ والاصالة والايمان والانتماء والجذور العميقة في تربة هذه الارض المباركة .
دافعوا عن الحق والعدالة ولا تخافوا من ان تقولوا كلمة الحق التي يجب ان تقال فنحن في دفاعنا عن الانسان وحريته وكرامته لا نخاف من اية قوة في هذا العالم مهما بلغ جبورتها ومهما بلغت عتوتها .
دافعوا عن كل انسان مظلوم ومتألم ومعذب في هذا العالم وخاصة في فلسطين الأرض المقدسة والتي يتوق شعبها الى الحرية والكرامة الانسانية والعدالة .
بلادنا هي ارض السلام ومدينتنا هي مدينة السلام ولكن السلام مغيب من بلادنا لان العدالة مغيبة هي ايضا ولا يمكن ان يكون هنالك سلام حقيقي بغياب العدالة فطالبوا بالحرية لشعبنا وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .
ونحن لسنا اقليات في اوطاننا بل يجب ان نكون ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب وان ننادي دوما بقيم الرحمة والأخوة والدفاع عن كل إنسان مظلوم رافضين الكراهية والعنف والعنصرية بكافة أشكالها وألوانها لأنها تتناقض وقيمنا الروحية والإنسانية والأخلاقية .