عرض/ سامية عياد
الإنسان يخطىء فى كل يوم الى الله ومع ذلك الله لا يشاء أن ينتقم لنفسه منا ولا يغضب منا بل يسامحنا ويغفر لنا ، لذا علينا أن نتشبه بإلهنا أن لا نغضب ممن يخطئون إلينا وننتقم منهم بل علينا أن نسامحهم ولا نحمل فى قلوبنا حقد تجاههم ...
المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى مقاله "الغضب البشرى" وضح لنا أن الغضب البشرى يؤدى بصاحبه الى التهلكة ، وما أكثر أقوال الآباء فى هذا الشأن ، قال مار أوغريس "صلاة الغضوب ها بخور نجس مرذول، وقربان الغضوب ذبيحة غير مقبولة" ، ".. عينا الغضوب شريرتان مملوءتان دم ، أما وجه الوديع فهو بهى، وعيناه تنظران بحشمة" ، وقال أحد الشيوخ : "إن الذى يخاصمه أخوه ولا يحزن قلبه ، فقد تشبه بالملائكة ، فإن خاصمه هو أيضا ، ثم رجع لساعته فصالحه ، فهذا هو عمل المجاهدين ، أما الذى يحزن أخوته ، ويحزن منهم ، ويمسك الحقد فى قلبه ، فهذا مطيع للشيطان ، مخالف لله ، ولا يغفر له الله ذنوبه إذا لم يغفر هو لأخوته" ، ومعنى هذا أن الغضب يضفى على وجه الإنسان شكلا غير مرغوب فيه يغير معالم الوجه تماما ويصبح وجه سىء للغاية ، بعكس الإنسان الذى يتصف بالهدوء والاتضاع يكون وجهه بهى جميل ، كما أن الإنسان الذى لا يغفر ذنوب غيره كيف يطلب من الله أن يغفر له ذنوبه.
كما أن الغضب يقتل النفس ويحوله صاحبه الى إنسان مكروه من الجميع ، وهنا يقول مار إفرام السريانى : "السخوط يقتل نفسه ، وهو غريب من الملامة وعادم الصحة ، لأن جسمه يذوب كل حين ونفسه مغمومة ، وهو ممقوت من الكل" ، وقال أنبا اشعياء : "الغضب هو أنك تريد أن تقيم هواك وتغلب بالمقاومة ، وما قطعت هواك الاتضاع" ، والقديس اغسطينوس يقول عن الغضب "إنه شهوة الانتقام" ، والقديس يوحنا الأسيوطى يقول عن الغضب "سلاح الغضب يؤذى صاحبه ، الغضب فى القلب مثل السوس فى الخشب" ، لذا كانت وصية الكتاب المقدس "لا تسرع فى الغضب، لأن الغضب يستقر فى حضن الجهال" ، ويقول أيضا "لا تستصحب غضوبا ، ومع رجل ساخط لا تجىء.." .
هب لنا يا الله نعمة الهدوء والاتضاع ، أبعد عنا الغضب ، اجعلنا نتعامل بمحبة ونسامح ونغفر ولا نحمل فى قلوبنا حقد ولا سخط تجاه أحد ، علينا أن نجاهد وندرب أنفسنا على طرد الغضب من داخلنا وأن نمتلك الاتضاع والهدوء ...