بقلم : مارك مكرم حربي
برغم أن الفن مرآه لعكس الواقع أو لنشر الوعي بين الناس إلا أنه إستُخدم في كثير من الأوقات لتزييف الوعي الجمعي للشعب أو لكي ينشر أفكاراً بعينها لخدمة أغراض الحاكم حتى و لو كان ذلك على حساب الحقبقة ،
مثال على ذلك فيلم " الأيدي الناعمة " و هو من الأفلام المشهورة و الناجحة في تاريخ السينما المصرية و الذي كان يروج أن الأمراء من أعضاء الأسرة العلوية قبل أنقلاب يوليو 1952 ما هم إلا مجموعة من العاطلين عن العمل يسرقون الشعب و يعيشون على ثرواته و هو أمراً غير حقيقي حيث أن كثير من أمراء الأسرة العلوية كانوا على قدرٍ كبيرٍ من العلم و الثقافة و العمل فعلى سبيل المثال " الأمير عمر طوسون " والذي كان يعمل دبلوماسي مصري كما أنه عالم أثار وله العديد من المؤلفات ...
هنا أنا لا أدافع عن حقبة ما قبل يوليو 1952 و لكني أتحدث عن قيام النظام ما بعد يوليو1952 بأستخدام الفن لتزوير حقائق التاريخ إستناداً الى منطق " التاريخ يكتبه المُنتصرون " و هو منطق أعوج و على هذا النمط سار الحكام المصريين من أستخدام الفن لخدمة أغراضهم على حساب الحقيقة و التاريخ الصحيح للشعب وهذا أمر مرفوض ويجب أن يتم تغييره ،،،
إن محاولة إيهام الشعب بأن العلم و العمل قاموا في مصر نتيجة لما حدث في 23 يوليو 1952 هو أمر غير حقيقي و يجب على الفن أن يُظهر ذلك ليس خدمة لما فبل يوليو 1952 – كما يعتقد البعض – و لكن خدمة للوطن الذي قاوم الأحتلال 70 عام وعمل و أنتج و أخرج لنا علماء و كتاب و مفكريين و أقتصاديين على أعلى مستوى بشهادة العالم المتقدم ولذلك يجب على الفن ألا يزور حقائق التاريخ لخدمة أهدافٍ سياسية ، بل على الفن أن يقدم الواقع و التاريخ دون تهويل أو تهوين ليعطي لنا صورة حقيقية ملموسة عن تاريخ لم نعاصره ولا يعرف عنه الكثيرين إلا من خلال ما يقدمه لهم الفن ....
ففي النهاية " الفن مرآة المجتمع "