بقلم- مادونا شاكر
ملك القلوب لقبته أميرة ويلز الراحلة ديانا بملك القلوب وتناقلته عنها وسائل الإعلام البريطانية لإنجازاته المعجزية فى مجال زراعة القلب وتفانيه المستمر فى إجراء الأبحاث والتجارب على مدار سنوات طويلة كرس فيها الفارس النبيل مجدى يعقوب حياته بالكامل لإكتشاف طرق جديدة ونادرة لتطوير مجال زراعة القلب وإنقاذ حياة الملايين بطرق متقدمة لم يصل إليها أقرانه ممن تخصصوا فى هذا المجال الدقيق .. وكان آخر ما توصل له مع فريقه المساعد هو تطوير صمام للقلب بإستخدام الخلايا الجزعية المستخرجة من العظام وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب وبوضع هذه الخلايا فى بيئة من الكولاجين تتحول إلى صمامات للقلب يبلغ طولها 3 سنتيمتر . فى عام 1992 أنعمت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا بلقب سير ( فارس ) على البروفيسور مجدى ..
وهذا اللقب يحصل عليه ممن يتسمون بالشجاعة والعطاء وهو لقب يعنى الإحترام والتبجيل والإكرام .. ومن لهم إسهامات فى التنمية الإجتماعية و بصمة واضحة ورسالة سامية . قام البروفيسور يعقوب بعمل أكثر من 20 ألف عملية على مستوى العالم .. وله آلاف الأبحاث والإنجازات فى جراحة القلب .. وحصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن وعلى ألقاب ودرجات شرفية من مختلف جامعات العالم مثل أمريكا وبريطانيا والسويد وباكستان وإيطاليا . عندما أصبح عمر سير مجدى يعقوب 65 عاماً قرر أن يتوقف عن عمل العمليات الجراحية ويكتفى بالعمل الإستشارى لعمليات نقل الأعضاء .. لكن فى عام 2006 عاد مرة أخرى لخضام العمليات الجراحية بتحدى كان نقطة فارقة فى حياة هذا الرجل العظيم .. ونقلة كبيرة فى ذلك المضمار ليقود عملية معقدة لإزالة قلب مزروع فى مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعى .. وكان الدكتور مجدى قد قام بزراعة قلب لتلك المريضة منذ سنوات مع ترك قلبها الطبيعى بجانبه أملاً منه أن يعمل يوماً ما وقد كان وعاد القلب الطبيعى للحياة مرة أخرى .. ليذهل العالم بأسره فيتحدث عن مجدى يعقوب ومعجزات الله على يديه .
جاب العالم كله مقدماً قلبه وكيانه ووقته وحياته بالكامل فى خدمة وإنقاذ ملايين المرضى على مستوى العالم كله وأنشأ مراكز عديدة للعلاج وقام بعمليات قلب مفتوح بالمجان للمرضى من الفقراء .. لم ينسى وطنه الأم مصر التى نسته ولم تقدره كما قدره الغرباء .. فكان ينزل كل سنة ليقوم بعمليات قلب مفتوح بالمجان .. ومنذ حوالى 3 سنوات تقريباً قرر أن يقيم مركزاً للقلب فى صعيد مصر بمحافظة أسوان ليعالج أبناء شعبه وأخوته بالمجان على أعلى مستوى مع فريق طبى متميز . لكن ما أن تسير السفن لابد أن تأتى الرياح بما لا تشتهيه .. فمنذ عدة أيام خرج علينا نواب حزب النور السلفى بقصة وحدوتة جديدة من حواديت ألف ليلة وليلة .. وفتاوى القهاوى التى لا تنتهى أبداً .. فباتوا يفكرون ويدبرون كيف يعجلون بأجل ما تبقى من مصر حتى لو على حساب مرضى شعبنا بدون أسباب منطقية أو عقلية كالعادة .. حتى يريحوا ويستريحوا وتهدأ نفوسهم .. حيث أن الأخوة السلفيين .. ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم .. هايجين عمال على بطال وقاعدين للسقطة واللقطة ونصبوا أنفسهم أولياء أمورنا ومتحدثين بلسان الجميع وعايشين دور جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. وشغالين فى تحريم هذا وهاتك يا قتل فى خلق الله كما حدث مع شاب السويس الجامعى الذى كان يتحدث مع خطيبته فى الشارع .. وقصتهم الجديدة هى مركز الجراح المصرى العالمى مجدى يعقوب الذى ينادون بإغلاقه لأن الدكتور مجدى يستخدم فى عملياته صمامات للقلب مستخرجة من الخنزير .. وما أدراكم ما الخنزير وما سببه من عقدة مزمنة وأرتيكاريا شديدة للكثيرين منهم وطفح جلدى وهرش وهلما جرا .. لأنه نجس ومخالف لشرع الله .. وترك هؤلاء المتخلفون المتعصبون كل إنجازات الرجل وما قدمه لمصر وللعالم أجمع من أعمال تشهد له فى مجال أمراض القلب .. وما يقوم به من عمليات مجانية تتكلف آلاف الجنيهات .. لإنقاذ حالات فى حاجة ماسة وشديدة لهذه الجراحات الدقيقة جداً ومسكوا فى موضوع الخنزير .. مع أنهم لو شغلوا عقولهم الصدأة قليلاً وقرأوا قرآنهم بشكل صحيح لعلموا أن ( الضرورات تبيح المحظورات ) وأيضاً فى صورة البقرة 173 يقول : ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أٌهل به لغير الله فمن إضطر غير باعٍ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم ) . إذاً لم يحرم القرآن الخنزير فى حد ذاته وإنما حرم أكله إلا فى حالة الضرورة القصوى أو إستخدامه .. فليس معنى تحريم أكله أن يلصقوا به كل العيوب والذنوب وينكروا فوائده الطبية وأهميته العلاجية لمجرد التعصب والتخلف الذى يريدون أن يفرضوه على غيرهم غير مبالين بحياة الآخرين .
هل تعلم أيها السلفى أن الخنزير أهم وأكثر حيوان خدم الطب وليس البعير أو الذبابة أو الحجامة .. لأن نسيجه أقرب الأنسجة إلى الإنسان .. ومن ثم تجرى عليه الإختبارات قبل تجربتها على الإنسان .. ومنه يستخرج أفضل أنواع الأنسولين لعلاج مرض السكر وكذلك الكالستونين لعلاج هشاشة العظام .. ومنه تستخرج أفضل صمامات للقلب .. ويصنع من دهن الخنزير مستحضرات طبية تستخدم فى علاج البواسير وغيرها من إلتهابات الجلد .. ومن الخنزير أيضاً تصنع مستحضرات التجميل للسيدات وكريمات البشرة . لم يخلق الله كائن حى عديم الفائدة قط .. لو كان الخنزير نجس ويمكن أن يؤذى الإنسان وليس به نفع لما خلقه نهائياً؟ وكما حرم قرآنكم لحم الخنزير حرم أيضاً أكل لحم الإنسان .. فهل هذا يعنى أن الخنزير والإنسان فى سلة واحدة وعلى درجة واحدة من النجاسة ؟ إذا كان مجدى يعقوب يقوم بعملياته الجراحية الدقيقة فى مصر ويستخدم بها صمامات مستخرجة من الخنزير .. فما بالكم أنه تم إنشاء مركز جراحة القلب للأطفال بجدة فى السعودية قبل إنشاء مركز القلب بأسوان وكان الدكتور مجدى يعقوب شبه مستقر فى السعودية بلد الحرمين الشريفين وكان مرحب به جداً هناك .. ولم تقم قائمة سعودى واحد يوماً وتجرأ وطالب بهدم هذا المركز أو طرد مجدى يعقوب من السعودية لأنه مسيحى كافر يستخدم الخنزير فى عملياته .. بكل أسف لابد أن نعترف أن مصر من أكثر الدول العربية تعصباً ودموية أكثر من غيرها حتى ولو على حساب أبنائها وحياة مئات المرضى من الأطفال والكبار ..
لابد أن نعترف أن هناك كثيرين يصغون لهؤلاء المخربون من السلفيون ويصدقون كلامهم ويسيرون خلفهم كالعميان دون إعمال العقل .. وهذا ما يسبب الكوارث التى نعانى منها الآن و هو سبب تأخرنا وتخلفنا عن غيرنا من البلاد الأخرى . أعتقد أن الدكتور مجدى يعقوب عندما سمع كل هذه المهاترات وهذا التخلف السلفى ضحك ساخراً ولم يبالى لأن هذا الرجل أكبر من أن يلتفت لمثل هذه النفايات الفكرية والتى تفوق وتميز بها السلفيين عن غيرهم . إذا كان السلفيين وغيرهم يتحدثون عن الحرام والحلال فليحاكموا أولاً الشيخ الذى قام بالفعل الفاضح مع الطالبة الجامعية المنتقبة فى الطريق العام .. أو يطالبوا بمحاكمة الشيخ الذى حلل زواج ملكات اليمين لينشر الفسق والفجور بين الناس بدعوى أن الدين يدعوا لذلك . فليذهبوا أيضاً لشارع الهرم ويغلقوا الملاهى الليلية التى تنشر الرذيلة وتبيع الهوى لمن يدفع أكثر أم أنهم لن يجرأوا على ذلك لخوفهم من مافيا الملاهى المسلحين .. فليصلحوا من أمر أنفسهم أولاً وينظروا ما يفعلونه من قتل وزنا وسرقة وبلطجة ويربوا أولادهم جيداً بدلاً من الزواج بأكثر من أربعة غير ملكات اليمين وتزريب الأطفال مثل الأرانب ورميهم فى الشوارع ليكونوا مسجلين خطر وشواذ و مجرمين يهددون المجتمع ويكونوا وجهة غير حضارية له .. حاكموا أنفسكم يا سلفيين قبل أن يحكم عليكم الآخرين .. وإتقوا الله فى مصر البلد لا تحتمل ما تفعلونه بها .. إحنا مش ناقصينكم . وأخيراً تحية إحترام وتقدير من القلب للسير مجدى يعقوب ملك القلوب .. هذا الرجل الوطنى الحقيقى الرحيم الذى لم ينظر يوماً لديانة من سيقوم بإنقاذه وإنما ينظر له كإنسان مريض أأتمنه الله على حياته .. وتحية خالصة لكل من يقدم شيئ نافع يفيد به أخوته وبلده ويساهم فى رقى مصر له منا كل الإحترام .