د.ماجد عزت إسرائيل
كلمة أسقف محرفة عن اللغة اليونانية (EPISCOPUS=BISHOP)، وتعنى المتعاهد (المسئول) أوالمتفقد (الناظر) أو الراعي.وأول أساقفة في الكنيسة، هم الآباء الرسل القديسون، ولكنهم كانوا أساقفة بالمعنى المسكوني، وليس بالمعنى المكاني، وقد أطلق لقب أسقف على"السيد المسيح"" أنه الأسقف الكبير فوق الأساقفة، لأنه كما ذكر معلمنا يوحنا قائلاً:" "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.". وللأساقفة أنواع نذكر منهم أساقفة أديرة أي يكون رئيساً للدير حيث يجب علية أن يهتم برهبانه وتلاميذه وتعليمهم التعليم المستقيم،بالإضافة إلى إدارة شؤن الدير وأوقافه، ومتابعة الخدمة خارج الدير لو جد قرى أو مدن تابعة للدير. وهناك أساقفة الأبرشيات أي أسقف تم تجليسه على أبرشية ولهذه الأبرشية لها كنائس متعددة ويخدم مع ذات الأسقف مجموعة من القمامصة والقسوق ويحق للأسقف محاكمة أو مكافأة الكهنة طبقًا لطبيعة خدمة كل منهم. وهناك الأسقف العام هو أسقف بلا إيبارشية ولا كرسي ولا حدود جغرافية لخدمته، لكنه يعمل في إيبارشية البابا ويعاون في اختصاصاته، كما أنه ليس له كهنة يعتبرونه رئيساً لهم، والأسقف العام هو أسقف بلا أسقفية كوزير الدولة بلا وزارة .
ونريـد هنا أن نـوضح الفرق بين الأسقف والقسيس.
إن الأساقفة لهم حق إقامة القسيس: وفي هذا يقول القديس" بولس" لتلميذه تيموثاوس: "لاَ تَضَعْ يَدًا عَلَى أَحَدٍ بِالْعَجَلَةِ، وَلاَ تَشْتَرِكْ فِي خَطَايَا الآخَرِينَ. اِحْفَظْ نَفْسَكَ طَاهِرًا." (1 تي 5: 22) ، ويقول أيضًا لتلميذه تيطس "مِنْ أَجْلِ هذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا كَمَا أَوْصَيْتُكَ." (تي 1: 5). وتذكر قوانين الكنيسة أن القس يقام من أسقف واحد، أما الأسقف فيضع عليه اليد ما لا يقل عن أسقفين أو ثلاثة.
إن الأسقف يمكن أن يحاكم القسوس: وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف في وجوب العدل في أمثال هذه المحاكمات: "لاَ تَقْبَلْ شِكَايَةً عَلَى شَيْخٍ إِلاَّ عَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ." (1 تي 5: 19).
إن للأسقف الحق في مكافأة القسوس: وعن ذلك يقول القديس بولس لتلميذه تيموثاوس في نفس الرسالة: "أَمَّا الشُّيُوخُ الْمُدَبِّرُونَ حَسَنًا فَلْيُحْسَبُوا أَهْلًا لِكَرَامَةٍ مُضَاعَفَةٍ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ فِي الْكَلِمَةِ وَالتَّعْلِيمِ" (1 تي 5: 17).
وهنا يجب أن نؤكد أن هناك العديد من الرهبان رفضوا أي رتبة كنسية ونذكر منهم الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، والمتنيح الراهب "باسيليوس المقاري، وغيرهم كثيرون، ومن خلال العديد من مؤلفاتي وأبحاثي كل معظم الأديرة يرأسه "قس"أو "قمص" ولم يتولي رئاسة الأديرة أساقفة إلا منذ منتصف القرن المنصرم. وقد أكد العديد من الآباء أن الكهنوت والأوقاف ضيعوا سموا الحياة الرهبانية. وهنا لابد لنا من طرح هذا السؤال هل حان الوقت لعودة الرهبان إلى أديرتهم؟ أم نتركهم بين العامة من الشعب؟ وهل نظل نتصنع ونخترع مصطلحات وقوانين وحجج بحجة سد العجز في الخدمة لعدم وجود كهنة ونضيع سموا الرهبنة؟ وهل كل راهب يصلح للخدمة بين عامة الشعب؟ للحديث يقية!!