ناجى عوض
كريستوفر هيرولد
ماذا كتب نابليون عن القاهرة تحت حكم السلطان التركى وجنوده المماليك:
" قذرة رديئة المبانى غير مرصوفة وبيوتا مظلمة متداعية وابنية عامة تبدو وكأنها السجون وحوانيت اشبه بمرابط الخيول ، وجو مشبع بالاتربة ورائحة القمامة المتراكمة فى كل مكان...عميان وعورا ورجالا ملتحين واشخاص يرتدون اسمالا محشورين فى الشوارع او جالسين يدخنون قصبانهم كالقردة امام مدخل كهوفها.
نساء قليلات منكرات الصورة مقززات يخفين وجوههن العجفاء وراء خرق نتنة ويظهرن من ملابسهن الممزقة صدورا متهدلة واطفالا صفر الوجوه وهزيلى الاجساد، ينتشر الصديد على جلودهم وينهشهم الذباب.
روائح كريهة منبعثة من الأوساخ داخل البيوت ومن الهواء والتراب الملوث برائحة قلى الطعام بزيت ردىء "
تمر السنين وياتى محمد على فى بناء مصر الحديثة هو واولاده من بعده ووقوع مصر فى العصر الملكى تحت الانتداب البريطانى والنفوذ الفرنسى فكان ينظر العالم إلى مصر كأحد الدول الاوربية فى جنوب البحر المتوسط التى ساهمت بقدر عظيم فى صناعة الحضارة الغربية .
ليس كثيرين منا يعلم ان القاهرة اختيرت كأجمل مدن العالم عام 1936 وان فتاة مصرية فى ذلك الوقت قد توجت ملكة جمال الكون.
لم نسمع عن مصرى ترك بلده للهجرة او للعمل بالخارج بل كان الاوربيون ياتون للعمل والنجاح فى مصر.
ياتى عام 1952 وتصاب مصر بنكسة العروبة التى حطمت آمال المصريين بالحاق بجيرانها شمال المتوسط واتت رياح الصحراء لتردم كل ما هو جميل وحضارى واختفت مظاهر البهجة لتكتسى مصر اردية سوداء قد يكون حزنا على ما فقدناه او كرها للحياة بتفضيل الموت لعالم أخر.