د.. مينا ملاك عازر
في آخر شهر يناير الماضي، شهدت نيويورك مواجهة أمريكية مصرية في المصارعة النسائية توقع الجميع أن تنتهى بانتصار البطلة الأمريكية سكايلار جروتى على البطلة المصرية إيناس خورشيد، فـجروتى كانت بطلة أمريكا تحت ٢٣ سنة، وتوالت بطولاتها وانتصاراتها لدرجة أن وصفها الإعلام هناك بأنها إحدى أهم نتائج ثورة المصارعة النسائية في الولايات المتحدة، وبالتالي كان فوزها مضموناً، إلا أن إيناس فاجأت الجميع وفازت على جروتى، وكان انتصاراً لفت الانتباه إلى بطلة مصرية تعيش في نيويورك منذ ثلاث سنوات، تحدثت عنها الصحافة وحاورتها شاشات أمريكية، وتلقت إيناس بعد المباراة دعوة من أكثر من نادٍ أمريكي لتشارك لاعباته في التدريب والاحتكاك، فلم يكن انتصارها على جروتى هو الأول في ساحات المصارعة الأمريكية.
تواصل إيناس أيضاً استعدادها للمشاركة في بطولة إفريقيا المؤهلة لطوكيو، والتي تستضيفها المغرب في إبريل، فـإيناس كانت ولاتزال بطلة مصرية شديدة الاعتزاز ببلادها، وشاركت في البطولة الأخيرة في نيويورك رافعة عَلَم مصر، وفى لقاءاتها التليفزيونية عقب البطولة كان نصف حديثها عن مصر والمصارعة المصرية، وباسم مصر وعَلَمها، احتلت إيناس المركز الخامس في دورة ريو دي جانيرو الأوليمبية الماضية، وهى صاحبة الميدالية الفضية في بطولة البحر المتوسط وبطولة العالم العسكرية وبرونزية الجائزة الكبرى، إلى جانب أنها بطلة إفريقيا منذ عام ٢٠٠٩ حتى ٢٠١٦، ولم يكن الذين طرحوا فكرة أن تلعب إيناس باسم بلد آخر يعرفون أن إيناس هي ابنة المؤسسة العسكرية الرياضية بالإسكندرية، والتي فيها بدأت تمارس المصارعة وتجيدها، وفيها أيضاً تعلمت معنى الوطن وقيمة الانتماء إلى الوطن.
تحية لإيناس ولكل من ساعدها للوصول لهذا المستوى، تحية للمؤسسة العسكرية، ولاتحاد المصارعة، وتمنياتي دوام دعمها لتنتصر في المغرب وطوكيو أيضاً.