عرض/ سامية عياد
الردة الروحية أحد الأمراض الروحية التى قد تحارب الإنسان فى علاقته مع الله ، قد تكون ردة عقيدية تتعلق بإيمان الإنسان أو ردة سلوكية تظهر فى تغير سلوكياته وفى كلا الحالتين فإن الارتداد يحزن قلب الله ...
هكذا حدثنا نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "الردة الروحية" موضح لنا أن الانحراف العقيدى عن الإيمان المسيحى ربما نجده الآن يدخل فى قلب الناس بسبب ضعفهم والبعض نجده يتذمر على الكنيسة ، والبعض قد ينخدع فى العقائد المخالفة للإيمان الأرثوذكسى ، وهذا ما حدث لشعب اسرائيل حيث ارتدوا عن إيمانهم عدة مرات وصنعوا لأنفسهم عجلا ذهبيا ليعبدوه عندما اعتقدوا أن موسى ربما قد مات وأنه تخلى عنهم ، وسألوا هارون أن يصنعه لهم عجلا ذهبيا ، وظنوا أنهم وجدوا الإله الذى يبحثون عنه ، الذى كان سببا فى هلاك الكثيرين وقتل الآلالف بسبب هذا الانحراف .
للأسف كثرت جدا فى هذه الأيام العجول الذهبية ، بمعنى أن هناك انتشار لبعض الأفكار التى قد ينجذب ورائها بعض البسطاء ، خاصة عندما يصاحبها إغراءات مادية أو معنوية ، وهنا يقع على الكنيسة مهمة أن تعلم أولادها وتهتم بهم من أجل الحفاظ على إيمانهم، وعقيدتهم الأرثوذكسية ، موسى لم يكن مقصرا بل صعد من أجل الشعب ليتلقى الشريعة ، أما هارون انساق وراء فكر الشعب ، فكان ثمن ذلك أن الشعب ذهب وراء أفكار ومعتقدات خاطئة ، لكن موسى كان حازما جدا فحطم العجل الذهبى ، وأرجع الشعب عن طريق الضلالة ، والردة العقيدية ، نحن أيضا نحتاج أن نحطم كل ما يبعدنا عن الإيمان الحقيقة ، والكنيسة لا تترك الإنسان بل تسعى أن ترجعه مرة أخرى ، وتحطم ذلك العجل الذهبى الذى كان فى حياته أيا كان السبب ، فالكنيسة ينبغى أن تدرك أن الردة لا يجب أن تترك فى وسط مجتمعنا ولا يجب أن نسمح لأنفسنا بهذه الردة .
احفظنا يا رب من ردة الإيمان وردة السلوك ، لا تجعلنا ننجرف وراء أفكار أو مغريات باطلة أو معتقدات خاطئة تفقدنا خلاصنا بل اجعلنا نحفظ الإيمان راسخا فى نفوسنا ...