الأقباط متحدون | كنت إسلاميا و الآن مسلماً
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٣٢ | الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢ | ١٩ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٣٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

كنت إسلاميا و الآن مسلماً

الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمود عرفات

 حين إنتهيت من مشاهدة لقاء الصديق أسامة عثمان مع الجميلة بسنت موسى تداعت مشاهد لم تتجاوز الثمان سنوات ، مشاهد تدرجي في مغادرة كوني إسلامي إلى موقعي الآن كمسلم فقط دون أن امتد بهذا الى الأسلمة فأكون إسلامياً أحول معتقدي إلى الآخر حتى من أناء ديني و مذهبي فأقمع و أحطم و أنا أرى تلك عبادة ، رأيت أن أشاطركم جانب من هذا التحول الذي لولاه لما كنت اليوم هذا الشخص..

 
يقولون أن الدين إرث عائلي و هذه حقيقة فنحن نرث الأديان من العائل و المذهب و ربما التعصب ، حين أنهيت الفترة الاعدادية بدأت أكون (فردياً) بعض الاعتقادات متأثراً (هرمونياً ربما) بكل صوت عال أسمعه و كل وجه شهير يردد الكلمات ، كانت البداية مع دروس الشيخ كشك المسجلة على شرائط كاسيت قديمة سمعتها و كررتها و رددت ما فيها دون فهم حتى للحداث التاريخية و زرع هذا شيئين الأول كراهية جمال عبد الناصر و كمال اتاتورك -!- و الثاني كراهية غير المسلم تحديداً اليهود و المسيحيين بإعتبارهم مصدر الشرور ، مع نهاية الثانوية العامة كانت الحالة مازالت فردية فانا مستقل في توجههي متشدد مع كل شئ و مع كل ما يخالفني لست في جماعة لكن انا الجماعة و اتذكر أحد الاصدقاء (مكاري المسكين) الذي لسبب لا أعلمه ظل بجواري عامين بالثانوية بالمدرسة و علاقتنا مذبذبة بين العداء و الاهانة و فترات هدنة كنت أستفزه و اتعالى عليه و هو لا يبخل بالرد حتى تبادلنا الضربات ذات يوم ، كانت قراءاتي قد زادت لتشمل مجلدات للشيخ الشعرواي علمتني كيف انغلق عن واقعي بإسم الوسطية و  و الاهرام و الاخبار لأتابع بعض الكتاب مثل فهمي هويدي و زغلول النجار و محمد عمارة و غيرهم مكونا أطنان من المعرفة التي لا تقل فساداً عن مصادرها.
 
حين إنتقلت لكلية الحقوق كان الواقع صادماً فموقفي الديني من الاناث و المسيحيين و كل ما قرأت عنه محل اختبار حقيقي فمدينتي الصغير ليست كتلك الجامعة بعاصم المحافظة بطنطا ، هنا تتعدد الأشياء التي أسميها (جرائم) الآن و التي لا أحب ذكرها فهي قانوناً ليست جرائم لكن عندي الان هي جرائم ، تشددي بالعام الاول حولني تلقائياً للصداقة مع كل الملتزمين كما كت أسميهم و صداقة مع بعض الاخوان أتذكر منهم علاء نزيه جميل تحديداً و له عندي موقف أرويه الآن ، كان عاماً مليئاً بالصدمة الحضارية كما يسميها د.مراد وهبة حيث أسقط غضبي من (الانحلال) على من أقترب منه و لا أدري كيف كنت هكذا بحق !!
 
في نهاية العام الاول حدثت اول مصادفة إذ إنضممت للتربية العسكرية في الصيف بالكلية و هناك تشاجرت ثم اقتربت من صديقين مسيحي و مسلم تعجبت لألفتهما و قربهما و تشاجرنا ثم تصالحنا و لا أدري كيف فعلاها لكن وجودهما معاً غير شئ ما في نظرتي (لمن يحملون في ظهورهم و أرحامهن أعداء الاسلام) إبراهيم و جون كانا صديقين مقربين من بعضهما لكني لم أفهم الامر جيداً الا بتغيير آخر ، كنت قد بدأت اطالع سريعاً جريدة الغد (أيمن نور) و لفت انتباهي وجود صفحة هموم الأقباط و دفعني الفضول لقراءتها لتكون شئ جديد يهز ضميري ربما أو عقلي لا أعرف لكني وجدت مشكلة و ظلم حقيقيين أمامي دفعني هذا للبحث أكثر و سؤال جون أكثر حول المشكلات لأجد عالما لا أعرفه و حقائق لم أكن أفكر بها أجدها أمامي ، في ذلك الوقت عدت بقرار أوجده الفراغ في نصف العام الاول الى القراءة فأعدت فتح مكتبة والدي لأجد مذكرات خالد محيي الدين و محمد نجيب و كتاب فلسفة الثورة و كتب اخرى تناولت الثورة عام 1952 ، إنتهت الاجازة و لم تنتهي القراءة التي كنت هجرتها منذ زمن ، كم هائل قرأته فكنت انهي اسبوعيا كتاب و أشتري آخر و هناك بدأت في جمع سلاسل للكتاب و مقالات لهم و مجلدات كبرى ، عالم جديد من المعرفة أصابني بصدمة حضارية أخرى.
 
مع الاخوان أتذكر مواقف أنتقي منه مشهد كان مثابة إهتزاز لرؤيتي لهم ، كان علاء يحضر كل يوم مجموعة الى المدرج تقرأ القرآن فنصمت عن الكلام و حين ينتهون يبداون بالدعاء فنقف و نردد ىمين ، وقتها كنت إعتدت على الجلوس مع جون في ركن يتجمع فيه مسيحيوا الدفعة و بطبيعة الحال أقف و أردد آمين ، في ذلك اليوم دخلت مجموعة للقراءة و الدعاء لا أعرفها و أثناء الدعاء قالوا اللهم عليك باليهود و من هاودهم و النصارى و من ناصرهم -!!- وجدت نفسي أجلس و لا أقول آمين لني لن أدعوا على جون مثلا بلا سبب ، بعد الدعاء تركت مكاني و توجهت ابحث عن مشرفهم علاء و أخبرته بما حدث فانزعج و تركني و قرب نهاية اليوم عاد و شكرني و وعدني بان لا شئ سيتكرر ثم قال قنبلته: 
معلش أصلهم مش من هنا دول من شريعة و قانون و ما يعرفوش دعاء الكلية-
-هوه كل كلية ليها دعاء يا علاء؟
- آه انت عارف المسيحيين كتير هنا فما بياخدوش راحتهم في الدعاء.
تركني علاء و كان هذا الموقف نهاية سلسلة مواقف محيرة مع شباب الاخوان و نهاية صلتي بهم كذلك الى الابد..
 
مع العام الثالث و الرابع تكون محمود عرفات جديد ، كل مؤلفات و كتابات خالد منتصر و فرج فودة و محمد حسنين هيكل و روايات عالمية و مصرية لتولستوي و تشارلز ديكنز و توفيق الحكيم و السحار الخ الخ كلها أو ما تيسر من ترجمتها قرأته و مع كل كتاب أتغير خطوة بسيطة ، عامين من التغيير البطئ و آخران أثناء الماجستير كونا شخص جديد ، أربعة أعوام من 2004 الى 2008 ثم عامين الى 2010 تكفلا بكل شئ ، القراءة كانت وسيلتي للتغيير و المعرفة بالذات من مفكرين كالدكتور مراد وهبة و أصحاب حجة كخالد منتصر ، كمية مهولة من المعرفة تجمعت لتصنع انسان جديد.
 
هناك تفاصيل كثيرة و عديدة لم أذكرها فما كتبته رؤوس مواضيع لا أكثر في حياتي ، لكنها مفاتيح التغيير التي ألخصها في كلمة المعرفة فمصادر المعرفة صنعت مني منغلق كارة لكل غير محجبة محتقر لها كاره للمسيحي و اليهودي محتقر لهما و مصادر أخرى صنعت إنسان مؤمن بالانسانية أولاً قبل أي شئ ، لا تعتقدوا انكم ستغيروهم بالكلام بل اعلموا أن التغيير بالمعرفة و القراءة ، فقط المعرفة..
نماذج جون و ابراهيم و قصص الاقباط بجريدة الغد كانوا مفاتيح لكي اعيد التفكير و الاجابة كانت بالقراءة و المعرفة ، نحن أمة تجهل و تستمر في الجهل مهملة كل مصادر المعرفة ، تفاصيل كثيرة أخرى لا أقدر على ذكرها بالذات جرائمي في حق زملائي و حريتهم و إنسانيتهم ربما ، الآن أغلق نافذة فتحها صديقي أسامة سامحه الله و أعيد فتح نافذة جديدة هي نافذة اليوم حيث أحيا كإنسان يؤمن بالانسانية التي تجمعنا و يرى دينه جزء من كل و يعتبر عقائده جزء من دائرة الاديان لا يحتكر الحقيقة و لا يحتقر الاخر..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :