من الجيد أن يكون من بين متخذي القرارات شخص محب للسيارات، لأنه سيتخذ قرارات من شأنها أن تغير من مستقبل صناعة السيارات وتجعلها أفضل. ويعد الرئيس الأمريكي المنتخب «جو بايدن» عاشقا للسيارات، إذ إنه ابن مدير وكالة سيارات تابعة لجنرال موتورز في أمريكا، الأمر الذي جعله عاشقا للسيارات ويمتلك سيارة شيفرولية كوفيت موديل 1967، وهي السيارة التي رسخت في قلبه عشق السيارات.
وهذا ما جعل «جنرال موتورز» توجه له دعوة لاقامة مؤتمر في مقرها للتحدث عن صناعة السيارات واستيراتيجيته.
وفي هذا المؤتمر، الذي نشر بايدن تفاصيله، على صفحته الخاصة على «يوتيوب» وعد الرئيس الأمريكي «جنرال موتورز» بأنه سيتخذ إجراءات من شأنها أن تنهض بصناعة السيارات الأمريكية، وبالتالي قد تؤثر على صناعة السيارات العالمية، حيث أعلن بايدن، عن استيراتيجية النهوض بصناعة السيارات الأمريكية.
وقبل الحديث عن تأثير هذه الاستيراتيجية على صناعة السيارات، يجب أولا أن نذكر استيراتيجية «دونالد ترامب» التي أخرت صناعة السيارات الأمريكية، إذ قال بايدن، خلال مؤتمره أن «ترامب لم يفِ بوعوده وتسببت سياساته في تأخر الصناعة»، حيث فرض ضرائب إضافية على صانعي السيارات في أمريكا وفي المقابل خفض الضرائب على السيارات الأمريكية القادمة من الخارج، مما جعل صانعي السيارات يهملون الاستثمارات في أمريكا، ويهتمون بالاستثمارات الخارجية، ويصنعون السيارات بالخارج، ويستوردوها مرة أخرى لبيعها في أمريكا ليحصلوا على تخفيضات ضريبية.
ووجه أيضا ترامب دعوة لصانعي السيارات بأن يدعموه لمنع كاليفورنيا من فرض قواعد انبعاثات السيارات الخاصة بها، وعدم فرض ضرائب إضافية على سيارات الاحتراق الداخلي، كما في باقي الولايات و15 دولة أخرى.
ولكن سياسات بايدن، واستيراتيجيته في صناعة السيارات، يبدو أنها سترفع من صناعة السيارات الأمريكية وتعود بأمريكا كأول مُصنع للسيارات كما كانت منذ تأسيس «هنرى فورد الأول» لشركة «فورد موتورز»، حيث وعد الرئيس الأمريكي صانعي السيارات بمقر جنرال موتورز بـ9 وعود سيغيروا من شكل صناعة السيارات الأمريكية، وهي:
1- فرض غرامات ضريبية على شركات السيارات التى تصنع سياراتها خارج أمريكا ثم تستوردها لبيعها داخل أمريكا، بجانب ذلك سيفرض ضرائب إضافية عليهم بقيمة 10%.
2- ائتمان ضريبي للعمال وللشركات التي تستثمر في أمريكا للعمل بشكل أسرع وأفضل للنهوض بصناعة السيارات الأمريكية.
3- 600 مليار دولار من أموال الضرائب ستكون مخصصة لدعم الوظائف والعمال و الشركات الأمريكية.
4- ستكون الأولية في الأسواق للمنتج الأمريكي المصنوع بأيادٍ أمريكية.
5- ستتحول سيارات الحكومة الأمريكية إلى سيارات كهربائية أمريكية.
6- دعم وتجهيز المصانع التي تشير إلى أنها تكافح للمنافسة في أمريكا للتحول إلى السيارات الكهربائية.
7- تطوير البنية التحتية والطرق والكباري، لتناسب أكثر السيارات الكهربائية بالإضافة إلى توفير 500 ألف محطة شحن كهربائية بحلول عام 2030.
8- تقديم خصومات وحوافز لاستبدال سيارات الاحتراق الداخلى بسيارات كهربائية أمريكية.
9- توفير مليون وظيفة جديدة في قطاع السيارات.
كل هذه القرارات ستساعد بشكل قوي في ازدهار صناعة السيارات الأمريكية الكهربائية، خصوصا مع ارتفاع القيمة السوقية للشركات، وارتفاع المبيعات، ومن المحتمل أن ترتفع أيضا أجور العاملين.
وإذا نفذ بايدن، هذه الوعود كما قال بالفعل، فمن الممكن أن تصل السيارات الكهربائية المباعة في أمريكا بحلول عام 2030 إلى أكثر من 30 مليون سيارة، وبذلك ستغطي الشواحن الكهربائية الذي سيبلغ عددها في عام 2030 أكثر من 550 ألف محطة شحن، بأكثر من 50% من احتياجات المستهلكين لشحن السيارات.
وفي النهاية، لن تؤثر القرارات فقط على صناعة السيارات الأمريكية، بل ستؤثر على جميع صانعي السيارات في العالم وستخلق منافسة أكثر شراسة وستتصارع الشركات على تقديم الأفضل ليستحوذوا على حصة مبيعات أكبر، وستتغير المفاهيم حول صناعة السيارات، وستظهر أفكار جديدة وتكنولوجيا جديدة، وبكل تأكيد سيكون المستفيد الأول من هذه المنافسة هو المستهلك.