شهدت مباراة في مسابقة الدوري الممتاز المصري، جدلا واسعا بعد لجوء الحكم أحمد العدوي لتقنية الفيديو واحتسابه لركلة جزاء عقب دقائق من إطلاقه صافرة النهاية، في واقعة جديدة على الملاعب المصرية.
وبعد ساعات من المباراة المثيرة التي جرت بين فريقي المصري صاحب المركز الرابع وسموحة الذي يحتل المركز التاسع، أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم عن مكافأة العدوي وحكام تقنية الفيديو لشجاعتهم في تطبيق القانون بعد نهاية المباراة، وفقا لبيان رسمي صادر عن الاتحاد.
كانت الأحداث ساخنة داخل ستاد برج العرب بالإسكندرية بعد نهاية المباراة بتعادل الفريقين بهدف لكلا منهما في الجولة الـ 14، حيث تلقى العدوي كما يؤكد في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إشارة من حكام الفيديو بوجود لمسة يد ضد لاعب سموحة داخل منطقة الجزاء.
ويتابع الحكم الأربعيني لموقع "سكاي نيوز عربية": "حاولت السيطرة على الأمور، أبلغت الفريقين بعدم مغادرة أرضية الملعب، ومنحت مدرب كارت أحمر لاقتحامه المكان، ثم توجهت ناحية (الفار) للتأكد من اللعبة قبل اتخاذ قراري".
واقعة مشابهة تمت في الجولة الثالثة بالدوري الانجليزي خلال المواجهة التي جمعت فريقي مانشيستر يونايتد وبرايتون، واحتسب الحكم الانجليزي ركلة جزاء لصالح الشياطين الحمر في الدقيقة 100 بعد انتهاء المباراة، سددها برونو فرنانديز ليسجل هدف الفوز لناديه.
لم يحتج العدوي لوقت طويل أمام تقنية الفيديو، عاد سريعا إلى اللاعبين لإخطارهم بالعودة إلى المباراة مرة ثانية واحتساب ضربة جزاء وسط اعتراضات من البعض، لم يلتفت لها لحرصه على تطبيق القانون وفقا لتصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويسترسل الحكم الذي أدار 7 مباريات هذا العام في الدوري المصري: "تعاملت بهدوء شديد وأبلغت اللاعبين بأن دوري هو تحقيق العدالة في المباراة لكلا الفريقين، وضرورة عدم إثارة أزمة بعد تسديد ضربة الجزاء".
ويضيف العدوي لموقع "سكاي نيوز عربية": "بعد إهدار ركلة الجزاء وانتهاء المباراة وجهت الشكر لزملائي المساعدين وحكام الفيديو لأدائهم الرائع في تطبيق بروتوكول (الفار) على أعلى مستوى وسرعة إخطاري باللعبة الجدلية".
ويعتقد الحكم المصري أن حفاظه على الثبات الانفعالي خلال عمر المباراة يعود إلى عمله في المحاماة ويقول عن ذلك: "تخرجت من كلية الحقوق في عام 1998 وأمارس المهنة منذ 21 عاما خاصة في القضايا الجنائية، لذلك لا أتخلى عن هدوئي مهما حدث في الملعب".
وظهر شغف العدوي بالتحكيم بعد اعتزاله كرة القدم في أواخر التسعينيات، تقدم حينها إلى اختبارات خاصة بالمحكمين في محافظة السويس، وتدرج في إدارة مباريات الدرجة الثالثة ثم الثانية حتى وصل إلى مباريات الدوري الممتاز في عام 2007 لتبدأ مسيرته الممتدة حتى الآن.
وعلى مدار تاريخه في التحكيم أدار العدوي 125 مباراة في الدوري المصري، ولم يُصبح حكما دوليا لكنه رُشح لذلك 6 مرات دون أن يحالفه التوفيق، وفي الموسم الحالي ظهر الاعتماد عليه في نسبة كبيرة من المباريات بعد حصوله على دورات مكثفة في التعامل مع تقنية الفيديو رفقة زملائه على يد الحكم الدولي الشهير جمال الغندور.
ويتحدث العدوي عن بيان اتحاد الكرة المصري المساند له ولطاقم التحكيم في المباراة الأخيرة قائلا: "كانت مفاجأة سارة، لأول مرة تُعلن مكافأة الحكام على الملأ، هذا دعم معنوي وتشجيع يساعدنا على تقديم أفضل ما لدينا دائما".
ويؤكد حكم المباراة المثيرة لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه لا يلتفت إلى الانتقادات التي توجه إلى الحكام بعد كل مباراة، ينظر فقط إلى النواحي الإيجابية في كل تجربة يخوضها بالدوري المصري، وينصت فقط لأصحاب الخبرة في المجال.
وعما يُثار أحيانا في بعض وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي عن زيادة وزنه يذكر: "شائعة لا أساس لها من الصحة، وزني مناسب جدا لعملي، لا أواجه متاعب خلال المباريات التي أقودها، الكاميرا تظلمني بالتأكيد لأنني أنجح طبيا في الوزن والطول خلال اختبارات الحكام".
ويرى العدوي أن الجيل الحالي في التحكيم المصري من أفضل الأجيال في تاريخ مصر، وفقا لحديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" معتبرا إياهم الأبرز فنيا وبدنيا على مستوى قارة إفريقيا، منوها إلى ضرورة الالتفاف حولهم لأنهم يستحقون المساندة من جميع عناصر اللعبة.
ويكشف الحكم المصري لموقع "سكاي نيوز عربية" عن انتهاء مسيرته في عالم التحكيم بنهاية الموسم الحالي قائلا: "خلال أشهر سأبلغ من العمر 45 عاما وهو سن تقاعد المحكمين في مصر، يمكن فقط الاستمرار داخل الملعب في حالة منحي عام آخر لممارسة التحكيم من الاتحاد المصري لكرة القدم".
الاتحاد المصري لكرة القدم كافأ العدوي على شجاعته في التحكيم