على بعد خطوات قليلة من سلم الدائري المتجه إلى حي الوراق بالجيزة وتحديدا بالقرب من منطقة عزبة المفتي وداخل إحدى الحارات العشوائية الضيقة كان الحزن يخيم على أسرة محمد فايز عباس؛ وذلك عقب مقتل نجلهم «وليد فايز» صاحب الـ27 عاما على يد عمته وابنها، وفي الوقت ذاته تعد والدة زوجته التي جمعتهما قصة حب توجت بالزواج وأثمرت عن طفل لم يكمل عامه الخامس بعد، ليصبح الصغير يتيم الأبوين عقب وفاتهما في أقل من 9 أشهر.

 
أولاد العمة قتلوا زوج شقيقتهم
«الدم بقى ميه وأختي وابنها قتلوا ابني»، بهذه الكلمات وبنبرة يملؤها الحزن والألم بدأ الأب المكلوم حديثه، حيث شرح والد الضحية بالتفصيل الأسباب التي دفعت شقيقته ونجلها للإقدام على جريمتهم: «مرات ابني اللي هي بنت أختي كانت حامل في الشهر الخامس وتعبانة ومقيمة عند والدتها وأخدت دواء للمخ والأعصاب اتسبب ليها في نزيف واتوفت هي والجنين».
 
عقب وفاة الزوجة في أواخر شهر رمضان الماضي انتابت والدتها حالة من الحزن والشك في كون والدة زوج نجلتها قد قامت بأعمال سحر لها، الأمر الذي أدى إلى تدهور الحالة الصحية لابنتها الحامل ووفاتها متأثرة بذلك، وتقول والدة المجني عليه ودموعها منهمرة على خديها: «عشان نبرأ نفسنا روحنا البشعة في الإسماعيلية وبرضو حماة ابني ماصدقتش وصممت على إننا ضرينا بنتها وعرفنا بعد كده إنها قالت لابنها عايزاك تقتل وليد، وده اللي حصل».
 
طعنة و«قالب طوب»
عقب مرور ما يقارب من 9 أشهر على وفاة الزوجة لقى الزوج العشريني مصرعه عقب تعرضه لطعنة نافذة في جنبه الأيسر سددها له ابن عمته ليسقط على إثرها غارقا في دمائه: «كان لسه فيه النفس راحت عمته جايبه قالب طوب وضرباه على دماغه كام مرة لحد ماجاله انفجار في المخ ومات في ساعتها»، لم يكتف الجناة حينها بقتل المجني عليه فقط؛ بل سدد المتهم عدة طعنات لشقيق الضحية ليدخل على إثرها العناية المركزة ويخضع لعملية استئصال لجزء من المعدة والطحال: «اتلككوا لولادي التلاتة بسبب توكتوك كانوا شغالين عليه وكانوا عايوين يخلصوا عليهم ووليد هو اللي راح»، وطالب والدا المجني عليه بإعدام العمة ونجلها كونهما متهمين في قتل نجلهما الذي سالت دماؤه دون ذنب اقترفه: «القاتل كان مسجل مرتين بسبب اعتداء وعاهة مستديمة والمرة الثانية بسبب تعاطي واتجار في المخدرات».