محمد أبوقمر
شوفت حوار في التلفزيون حوالين قانون الأحوال الشخصية ، في الحقيقة أصابني الهلع ، إذا كان الراجل متنرفز وبيزعق ويشوح بإيده للسيدة التي تحاوره حوالين قانون مصيري الهدف منه بناء أسرة مستقرة آمنة ومجتمع قادر علي تحمل مسئولياته الحضارية أمال بيعمل إيه مع مراته لما تنشأ بينهم مشكلة؟؟!! .
قانون الأحوال الشخصية الآن محتاج ناس متخلصة من عقلية القرون الوسطي ، ما يجوز وما لا يجوز ومسألة الست ست والراجل راجل عُملة صدت ، بُليت ، معدتش تنفع لإقامة مجتمع حضاري قابل للتطور .
زمان كانت المرأة بالنسبة للراجل مجرد حريم ، محض وعاء ، دلوقتي هي شريكته ، زمان كان مكانها الوحيد في حياته هي غرفة النوم ، دلوقتي الوضع اتغير ، المرأة أصبحت مضيفة طيران ، ومهندسة ، وطبيبة ، وعالمة ، وأستاذة في الجامعة ، وسيدة أعمال ، المرأة دلوقتي حتي لو لم تتعلم لم تعد آلة إمتاع يمكن استبدالها حسب الهوي والمزاج الشخصي للرجل.
زمان كانت حياة الأسرة تسير في خدمة النصوص ، دلوقتي الوضع اتغير النصوص هي التي ينبغي لها أن تخدم حياة الأسرة ، الوضع ده محتاج عقلية تستوعبه لأن المساواة والكرامة والأمان والاستقرار وتوفر شروط حماية الأسرة وتوفير كل سبل الأمان لها كي تتمكن من بناء مجتمع قادر علي مواجهة مسئولياته التاريخية والحضارية هو المقصد النهائي للنصوص المقدسة.
زمان كانت القوامة تعني الأفضلية والتسيد ، القوامة دلوقتي هي الاحترام والإيمان بالمساواة وحفظ الكرامة والوفاء بالوعود .
زمان مكنش في مجتمع ، كان الموضوع مجرد خليفة وأتباع ، والي ورعية ، سيد وعبيد ، رجل وحريمه ، دلوقتي في مجتمع ، دولة ، نظام ، قانون ، شعب رجال ونساء ، أهداف وتطلعات وطموحات والجميع مسئولون عن تحقيقها علي قدم المساواة المرأة مثل الرجل لا تمييز ولا تفرقة ، الواجبات واحدة ، والحقوق بالتبعية واحدة .
نوعية الراجل إللي أنا شوفته متنرفز في الحوار التلفزيوني حوالين قانون الأحوال الشخصية ما ينفعش يحط رأيه في القانون ده ولا ينفع يساهم بأي كلمه فيه ، والمرأة التي كانت تحاوره واتخضت منه وخافت من زعيقه متنفعش هي كمان تحط رأيها في القانون ده ، قانون الأحوال الشخصية المصري الجديد محتاج ناس متخلصة من أعباء الخطاب المعرفي السائد ، القانون ده محتاج عقلية متحررة من الماضي مدركة أن الأسرة المصرية هي الخلية المدنية الأولي المحاطة بكل سبل وأساليب المساواة وحفط الكرامة والاحترام المتبادل والجقوق والواجبات المتساوية حتي يمكنها بناء مجتمع يستطيع تجاوز محنته الحضارية.