زهير دعيم
زيارة مباركة وأكثر
أقصد زيارة قداسة البابا فرنسيس الى العراق .
فإنّها زيارة محبّة ، نالت التقدير والإعجاب منالعراقي '> الشعب العراقي والعراقية '>القيادة العراقية والعالم أجمع ، خاصّة وأنّها الأولى من نوعها وتجيء في زمن الكورونا .
زيارة هامّة لبلد أثقلته الجروح وأدماه الإرهاب ومزّقه داعش وزرع أرضه الخصبة والغنيّة دمًا وجثثًا ودمارًا ..
لقد حضر البابا ليقف مع الشّعب العراقيّ كلّه ، فهُم هُم بكلّ طوائفهم خليقة الله .
جاء ليقف مع من تبقّى من المسيحيين في الشّرق عامّة والعراق خاصّةً ليقول لهم : " أنتم ملح الشرق ، أنتم الأصالة والجذور المُمتدة الى العمق .
جاء ليقف مع اليزيديين الذين عذّبهم الإرهابيون وخطفوا نساءهم ودمّروا بيوتهم ..
وجاء ايضًا ليقف مع الاكراد في أربيل وليقول لهم : انتم تستحقّون الحياة والتكريم والعيش الكريم.
نعم جاء حاملًا رسالة المحبّة في قلبه وفي خطاباته ، فوجد هناك الرئيس العراقي برهم صالح يحمل في قلبه وفي كلماته الشيء ذاته، فجاء خطابهما عنوانًا للتسامح ورمزًا للتآخي والانسانيّة الجميلة.
هذا ولم ينسَ قداسته أن يزور مسقط رأس أبي الأنبياء ابراهيم في مدينة أور ( أور الكلدانيين ) ومسقط رأس سارة ورفقة وراحيل ، فهو يعرف أنّه من هناك جاء ابراهيم وجاءت معه المواعيد والعهود للبشر.
كما ولم ينس قداسته أن يزور مدينة نينوى التي وعظ فيها يونان النبي بعد هروبه من وجه الله وبعد حادثة الحوت ، فعاد أهلها الى الرُّشد وما زالوا..
جاء الى نينوى حاجًّا يقف الى جانب اهلها الذين عذّبهم الارهابيون ويتّموا أطفالهم وهدموا كنائسهم.
زيارة جميلة فعلًا تنمّ عن رؤيا ثاقبة ، فالعراق الجريح يحتاج الى من يُبلسم جروحه ..
جاء ولم يخفْ من تفجير هنا او هناك .. جاء ليقول للإرهابيين : إنّنا نُشفق عليكم ونصلّي من أجلكم كيما تعودوا الى انسانيتكم والى ربّ السّماء.
وأخيرًا ستبقى هذه الزيارة عنوانًا لمحبّة الانسان لله ولأخيه الانسان ، والوقوف معه في وقت الشّدائد والضّيقات.
زيارة سيذكرها التاريخ بأحرفٍ من نور.