اختلطت الدماء بالشبه والصودا الكاوية، وتحولت أجساد ضحايا حادث تصادم سيارة تحمل مواد بترولية، بسيارتين ميكروباص وملاكي، بطريق أسيوط الغربي بالفيوم إلى هياكل عظمية، وسط صراخ وعويل المصابين.
داخل مستشفى الفيوم العام، كان الشاب أحمد سامي، يبحث عن أسرته، وصدمه خبر وفاة ابنته سما، وإيداع جثتها المشرحة.
وتصادف مرور الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، صحبة الدكتور حاتم جمال الدين وكيل وزارة الصحة، بطرقات المستشفى عقب تفقدهم مصابي الحادث، أسرع الأب إلى المحافظ قائلً: "يادكتور أنا عرفت مصير سما بنتي، لكني لم أعلم شيئًا عن أختها ميار، وزوجتي الحامل كانوا في السيارة الأجرة القادمة من القاهرة، عاوز اعرف بقيت أسرتي حصل لها ايه".
بعدها توجه الشاب إلى وكيل نيابة بندر الفيوم أحمد عصام، والذي ترك سؤال المصابين لمناظرة جثة الطفلة "سما" داخل مشرحة المستشفى ليتمكن الأب من استلام الجثة.
وبعد بحث داخل المستشفى، أسرع الأب إلى مبنى مرفق إسعاف الفيوم، وكانت المفاجأة أن أسماء زوجته وطفلته الآخرى لم يردا فى كشوف المصابين والمتوفين.
انزوى الشاب وحيدًا بأحد أركان المستشفى، في انتظار تحليل "DNA" لمعرفة مصير أسرته، وما إذا كانت بين الجماجم والهياكل العظمية المتحفظ عليها داخل مشرحة مستشفى طامية المركزي من عدمه.