هاني لبيب
لاحظت، فى الفترة الأخيرة، انتشار مراكز جراحات التجميل فى بعض مناطق القاهرة، خاصة المهندسين والدقى، وهو ما يعكس زيادة الإقبال الشديد عليها مؤخرًا، ولذلك فإن عملها يحتاج إلى متابعة وتقييم وتقويم.
يتم ترخيص تلك المراكز بأسماء أطباء مصريين حسب ما تنص عليه اللوائح والقوانين، ويتم تمويل تأسيسها وتجهيزها من خلال سيدات أعمال مغربيات ولبنانيات، مشهود للعديد منهن، باعتبارهن الأكثر شهرة وخبرة فى هذا المجال، على مستوى كافة الدول العربية، خاصة فى مجال جراحات وعمليات التجميل ومجال التخسيس، والملاحظ أن الاهتمام بمراكز جراحات التجميل قد تجاوز الشخصيات العامة والممثلين والمشاهير عمومًا، وأصبح محل اهتمام كثير من فئات المجتمع، بل وصل الأمر إلى أن أصبحت تلك العمليات نوعًا من الإدمان عند البعض، لدرجة تكرارها عدة مرات، وهو ما يعنى دقة وخطورة وأهمية إدارة عمل تلك المراكز، حتى لا يفقد شخص ملامحه أو إنسانيته بعد عملية.
وللأسف يحدث بعد أن تحقق تلك المراكز الشهرة والنجاح، بسبب كفاءتها، أن يتم التضحية بالأطباء الذين تم استخدام أسمائهم للترخيص وإصدار التصريحات، ويصل الأمر إلى استبعادهم دون أن يحصلوا على مستحقاتهم المالية، واستبدالهم بأطباء حديثى التخرج، وتكرار الأمر بالطريقة نفسها، كل مرة، للحصول على التراخيص الجديدة، فضلًا عن رفع قيمة خدمات بأسعار مبالغ فيها، دون أى معايير أو قواعد، وهو ما يمثل نوعًا من المقامرة بمستقبل هؤلاء الأطباء.
ليست هذه هى المشكلة فقط، إذ إن بعض تلك المراكز تتخذ الربح المادى فقط أساسًا لعملها، ولا تطوّر نفسها، فتتراجع كفاءتها، وتقل جودتها، بشكل يعانى معه بعض عملائها من مضاعفات صحية ونفسية واجتماعية، بعد فشل بعض عمليات التجميل، إما بسبب نقص خبرة الأطباء الجدد، وإما لعدم الالتزام بالتعليمات الطبية، وما يترتب على ذلك من مضاعفات وآثار تشويه ملحوظة لا يمكن علاجها، على غرار ارتخاء العضلات، وانحراف الحاجز الأنفى والنزيف الحاد وتلف الأعصاب أو الإصابة بالجلطة الدهنية أثناء عمليات شفط الدهون، وهى أمور لا يمكن تعويضها مطلقًا بالمال، أو بتجريم قانونى.
لست ضد هذه المراكز، سواء فى شقها الطبى، أو الآخر الاستثمارى، ولكنها تحتاج إلى رقابة دقيقة من خلال الوزارات المعنية، وفى مقدمتها وزارة الصحة، لضمان الحفاظ على صحة الناس وسلامتهم من جانب، وللحفاظ على سمعة الأطباء المصريين من جانب آخر، فالرقابة الصحية الصارمة هى الضمان الأساسى لصحة المترددين على تلك المراكز.
نقطة ومن أول السطر..
مراكز جراحات التجميل هى بمثابة حلول لمشكلات جسدية من شأنها تغيير حياة الإنسان إلى الأفضل، ولكن من خلال خضوعها لمعايير طبية وقانونية صارمة، لأنها تتعلق إما بتجميل صورته أو تشويه حياته بالكامل، فضلًا عن الحفاظ على حقوق العاملين فيها.
نقلا عن المصرى اليوم