كتب – روماني صبري
أحييت الجمهورية الفرنسية، للعام الثاني على التوالي، يوم تكريم  ضحايا الهجمات الإرهابية الذين سقطوا في السنوات الأخيرة، وذكرى ضحايا الإرهاب يوم أقره الاتحاد الأوروبي، وينظم في جميع دوله، واختيار هذا التاريخ يشير إلى هجمات مدريد الإرهابية في 2004 في محطات القطارات، وشارك في هذه الذكرى، التي نظمت مراسمها في ساحة " الانفاليد"، الرئيس إيمانويل ماكرون.

لماذا الانفاليد؟
وقامت فضائية "فرانس 24"، بتغطية إحياء الذكرى، وقالت :" في فرنسا تم إحياء هذا اليوم، تكريما لضحايا الإرهاب العام الماضي، ويومها تحدث الرئيس الفرنسي بحضور ملك اسبانيا، اليوم الأجواء مختلفة، نتيجة الإجراءات الخاصة بأزمة فيروس كورونا التاجي المستجد، وتم إحياء الذكرى في ساحة الانفاليد  بالعاصمة الفرنسية باريس، لان الانفاليد خاص بالمناسبات ذو الطابع الوطني.

الكوابيس تبقى فترة طويلة
وقرأت كلوي برتلوس، الطبية الجراحة التي عالجت ناجين من الهجمات الإرهابية، مقتطفات من كتاب صحفي أصيب إصابة خطيرة في هجمات شارلي ايبدو، وبرتلوس هي من عالجت الصحفي، وفيما يلي نص تصريحات الصحفي فيليب بلسانها :

نجوت من اعتداءات شارلي ايبدو، وكنت نجوت من اعتداء على مجلس بلدية، أريد أن أتوجه إليكم حتى تستفيدون من أفضل جراحات الأطباء الفرنسيين، ثانيا اعرف انه ليس من الصعب أن يكون الإنسان ناجيا، سعادة النجاة والإحساس بالذنب بالنسبة للماضي، والكوابيس بعد تجربة الهجمات الإرهابية تبقى لفترة طويلة.

للجسد والطب قدرات
 نعم تشعرون بها في كل لحظة، لحظات من القلق الذعر والخوف، ومحيطك يهنئك على نجاتك، بعد ذلك أريد أن أقول لكم نحن سعداء لأنك نجوت من هذا الاعتداء، ووجهي المشوه من شانه أن يستمر في الكتابة وهذا سيكون صعب بالنسبة لك، ان الجسد والطب يتحليان بقدرات لا نستطيع أن نتصورها... أنا سعيدة وأتوجه لك بمشاعري الطيبة وليس لدي أي شيء اليوم أضيفه لك.

بعد ذلك كيف ننتقل من حالة ناجي وحالة إنسان يعيش، سأعطيكم تجربتي الخاصة، علينا ان نعول على تعاطفهم وان كان تعاطف مفرطا فيه، بعد ذلك نحاول ان نجد قضايا تستحق النضال، من خلال تقديم التعاون للأرامل وكل من فقدوا أحبائهم وأولئك الذين أرهقوا من الإجراءات الإدارية.

علينا ان نقدم التعاطف لكل أولئك الذين  مروا قبل وأثناء وبعد تلك الحادثة، هذه الحادثة المؤلمة يوم الأحد التاسع عشر من ابريل بعد الظهر، كنت عدت إلى شقتي للمرة الأولى كانت زيارة بسيطة لم أكن ارغب في ذلك كنت خائفا وكان علي أن استعد لتلك العودة.

 في الصباح الباكر قصدت منطقة الانفاليد وهناك تلك الخنادق التي تحيطها بعد المدافع القديمة، أحب تلك الجولة ورأيت هناك الكثير من الشخصيات المختلفة، وكنت أحب المرور إلى الكافتريا عند الضريح.

 كنت استمع إليهم يتحدثون إلى الضحايا بكل اللغات ولاسيما اللغات التي ما كنت افهمها، الحياة العادية عادت إلى القصر، والذين ينفذون زيارات في مستشفى الانفاليد كانوا يقدمون السرور، والرجال والنساء من ذوي الإرادة الطيبة هم يعرفون وهم كانوا لا يريدون ان تفضي العقلانية إلى الفظائع التي حدثت في السابع من يناير كانون الثاني، الذكريات التي تبقى لك تدفعك إلى مستقبلا غير أكيد، أنا كنت احد وفي المستقبل سأكون أحدا آخر، ولكن حاليا لم اعد كما كنت.

ووضع الرئيس ماكرون باقة من الزهور، تكريما لضحايا العمليات الإرهابية، ، في حضور الرؤساء السابقين نيكولا ساركوزى، فرانسوا هولاند، رئيس الوزراء الحالي جان كاستكس، كما شارك كل من رئيسا الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ ريتشارد فيران وجيرارد لارشيه، وزير الشؤون الخارجية جان إيف لودريان، آن إيدالجو عمدة باريس.