«العم سام» تعبير يتداوله العرب بالخصوص في إشارتهم للولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصة حين تنطوى هذه الإشارة على شىء من الاتهام والإدانة، أما الأمريكيون فيستعملون هذا المصطلح أيضا للدلالة على الحكومة الفيدرالية الأمريكية، كما أنهم يرددونه على نحو ينطوى على التبرم، خاصة عندما يقومون بدفع الضرائب المستحقة عليهم، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان لحد الاتهام والشتائم الموجهة للعم سام الذي يثقل كاهلهم بهذه الضرائب، ومن الروايات التاريخية التي تعيد هذه التسمية لأصولها التاريخية.
رواية تقول إن هذه التسمية تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر، وتحديدا في ١٨١٢، عندما كانت أمريكا تخوض معركتها ضد الجيش البريطانى لنيل استقلالها عن التاج البريطانى، وكانت الغالبية العظمى من الشعب الأمريكى من الفقراء، وخاصة المزارعين، ومن ثم فقد واجه الجيش نقصا في الإمدادات الغذائية، وكان أحد الإقطاعيين من الوطنيين الأمريكيين، وقيل أيضا إنه كان جزارا محليا اسمه صموئيل ويلسون Samuel Wilson، كان يزود القوات الأمريكية، المتواجدة بقاعدة عسكرية في تروى الواقعة في نيويورك، بلحم البقر، وكان يطبع براميل هذا اللحم بحرفى U.S. (أى الولايات المتحدة) إشارة إلى أنها ملك الدولة، فأطلقوا لقب العم سام على التاجر، فحرف U هو الحرف الأول لكلمة Uncle أي العم وحرف S هو اختصار لاسم سام Sam وصمويل، ولكن عندما سئل أحد الجنود عن معنى هذين الحرفين أجاب من باب الدعابة بأنهما يدلان على العم سام (Uncle Sam) الذي قام بإرسالها ليختلط المعنيان ويصبح العم سام تعبيرا عن الولايات المتحدة الأمريكية.
و«زي النهارده» في ١٣ مارس ١٨٥٢ ظهرت أول صورة للعم سام في هيئة رجل ذى شعر طويل أصابه الشيب، وسترة زرقاء، وبنطال مخطط، وقبعة عالية ذات نجوم مخططة عموديا بالأبيض والأحمر، وهو يشير بأصبعه باتجاه مشاهدى الصورة وهو يقول: «I WANT YOU FOR U.S. ARMY» أي أريدك في الجيش الأمريكى. كدعوة للشباب الأمريكى للانخراط في الجيش في ذلك الوقت، ولعل ما جعل هذا الرسم شائعا هو النداء الذي ظهر في الصحف الأمريكية أيام الحرب العالمية الأولى، حيث تم تصميم ملصق للعم سام مستوحى من ملصق بريطانى يدعو إلى التجنيد في الجيش البريطاني.