إللي قتلوا أو تسببوا في مقتل سيدة مدينة السلام أكيد هايخدوا عقابهم القانوني ، لكن الموضوع كده ماانتهاش ، إللي عملوا العملة السوده دي كانوا في الحقيقة بينوبوا عن المجتمع كله وهما بيرتكبوا الجريمة المقرفة دي ، أيوه المجتمع كله حتي العيال الصغيرين.
 
1- زوجتي الله يرحمها كانت مريضة بالسرطان ، وفي يوم طلعت أنا وهي من مركز الأشعة بعد ما أخدت جلسة الكيماوي ، كانت منهكة ، وكنت أنا في حالة يأس مش قادر أمشي حزنا عليها ، شاورت لتاكسي وركبنا إحنا الاتنين ورا السواق ، من شدة تعبها ركنت دماغها علي كتفي ضمتها في حضني وطبطبت عليها : ما تخافيش هاتبقي كويسه ، وكان عندي أمل إنها هاتتحسن ، فجأة السواق وقف التاكسي ونزل فتح الباب من ناحيتي وهو بيقولي : ياتيجي تركب جنبي يا تنزل إنت وهي من عربيتي أنا ما بحبش المسخرة دي، حاولت أفهمه الموضوع واترجيته يرحمنا ، قال : مليش دعوه ..تعبانه مش تعبانه إنزل من عربيتي ، عموما مراتي توفاها الله بعد الواقعة دي بأيام ، أيوه اتوفت بسبب مرضها ، لكنني اعتقد إنها ماتت كمان بحسرة وصاية المجتمع عليها وحرمانها من مجرد لحظة حنان.
 
يفرق إيه السواق ده عن مالك العمارة والبواب والجيران إللي اشتركوا في مقتل سيدة مدينة السلام؟؟!!.
 
2- في أي حي شعبي خصوصا في المدن الريفية لما يدخله شاب وفتاة غرباء ماسكين في إيد بعض زي ما بيعملوا العشاق مش بس بيبقوا فرجة لأهال الحي ، لأ ، دا العيال الصغيرة بيزفوهم وسط ضحكات النسوة ورجال الحي يزفوهم وهما بيقولوا : سيب النعجة ياخروف ، مش بس كده ، بعض شباب الحي بيتطوعوا ويعترضوا طريقهم ويفضلوا يسألوا الشاب : مين دي ...ماشي معاها ليه...تقربلها إيه ، ولا ينجو الاثنان إلا لما يتدخل راجل كبير ويضرب الشاب قلمين علشان يرضي شباب الحي ويقنعهم إنهم يتركوهم يمشوا بدون إلحاق الأذي بهما...
 
تفرق إيه التصرفات دي عن إللي عمله مالك العمارة والبواب والجيران إللي إتسببوا في مقتل سيدة مدينة السلام؟؟!!!.
 
3- أنا شوفت بعيني شاب وفتاة تقريبا ما يملكوش فلوس تمكنهم من المواعدة في كازينو فلجأو للحديقة إللي أمام قسم الشرطة علي أساس إن محدش ممكن يعتدي عليهم أو يؤذيهم وهما قاعدين في حماية القسم ، لكن بعد كام دقيقة راح لهم مخبر : طلع بطاقتك ، الشاب طلع بطاقته وهو بيرتعش ، وبعد كام سؤال عرف المخبر إنهم مجرد عاشقين ، فهدد الشاب بالقبض عليه وحجزه في القسم إذا لم ينصرف فورا بدون الفتاة ، وفعلا انصرف الشاب وفضل المخبر يؤنب في الفتاة ويعنفها ويصفها بأبشع الألفاظ ، وفي الآخر صرفها بعد ما تعهدت له إنها مش هاتعمل كده تاني.
 
يفرق إيه ده عن مالك العمارة والبواب والجيران إللي إتسببوا في مقتل سيدة مدينة السلام؟؟؟؟!!!!.
 
4- في الشغل ، في أي إدارة من إدارات الأجهزة الحكومية تقدر البنت تحب ؟؟، تقدر تروح الشغل من غير حجاب ، طيب إذا راحت من غير حجاب هاتنجو من التحرش أو الاضطهاد؟؟!!، تقدر تضحك هناك ضحكتها الطبيعية إللي بتضحكها في البيت ؟؟!! .
 
5- المرأة المطلقة وضعها إيه في نظر المجتمع كله؟؟ ، تقدر تروح وتيجي عادي وتمارس حرية التنقل والسكني لوحدها أو يكون لها صداقات كده عادي من غير ما تكون محطوطة تحت ميكرسكوب المجتمع حواليها؟؟!! ، مش بس محطوطة تحت الميكرسكوب ، دي بتكون محل طمع وإغراء وإغواء ورقابة وبتتحسب عليها خطواتها وحتي نظراتها وياعيني عليها لو اتمكجيت أو كشفت شعرها أو لبست فستان كان نفسها تلبسه وهي متجوزه ويا داهية دقي لو ظهر من لحمها حته بوزن 2 جرام أو بمقاس 2 سنتي . 
 
6- في الحقيقة المرأة في مجتمعنا مش ملك وليها فقط ، أو قرايبها فقط ، المرأة في مجتمعنا ملك المجتمع كله ، أي امرأة هي بتاع أي راجل ، أي راجل في المجتمع كله له حق الوصاية علي أي امرأة سواء يعرفها أو ما يعرفهاش ، له حق الرقابة عليها ، وله حق تقييد حريتها ، وله حق الوصاية علي مشاعرها ، وقلبها ملك لأي راجل ، وجسمها كله بشحمه بلحمه بتاع أي راجل صادف إنه يعرفها ، ياتري بنت الكلب دي بتفكر في مين ، ياتري بتبص لمين ، ياتري بتحلم بإيه ، تكونش المجرمه دي بتحب ، تكونش عاشقه ، ياتري مسلمة دي ولا مسيحية؟!!.
 
7- المرأة في مجتمعنا هي الحكاية الأثيرة لرجال الدين ، تتجوز إزاي ، تتطلق إزاي ، تمشي إزاي ، تخرج ولا متخرجش ، تشتغل ولا تتنيل تقعد زي الكبة في البيت ، تعامل زوجها إزاي ، واجباتها إيه ناحيته حتي لو كان راجل يقرف الصرصار ، تلبس إيه ، تروح فين وتيجي منين.. المرأة في مجتمعنا هي المحور إللي بيدور حوله معظم تفاصيل الخطاب الديني من مختلف التوجهات الدينية ، الإسلام السياسي علشان يسيطر علي الضمير المجتمعي جعل المرأة مركز اهتمامه الرئيسي ، من هنا صارت المرأة محط الوصاية المجتمعية الشاملة ، ومن هنا شاع الإذلال والإهانة والقهر والاحتقار والتحرش ووصل إلي حد القتل لأم العيال سيدة مدينة السلام.