القس رفعت فكري سعيد
بحضور نخبة متميزة من المثقفين والإعلاميين ورجال الدين وعدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ عقد منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية لقاءً فكريا تحت عنوان «معا فى مواجهة خطاب الكراهية» تحدث فى بداية اللقاء الدكتور القس أندرية زكى، رئيس الهيئة ورئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، عن ضرورة احترام الآخر المغاير ومقدساته، وأشار إلى الفضاء الإلكترونى الذى رغم إيجابياته الكثيرة إلا أن خطابات الكراهية زادت من خلاله داعيا المؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية والتعليمية إلى القيام بدور إيجابى فى نشر قيم التسامح والتعددية، مؤكدا أن الجماعة الصلبة هى التى تقبل المشترك وتدعمه وهى التى تقر بوجود الاختلاف وتحترمه.
كما تحدث فى اللقاء الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة «المصرى اليوم» وعضو مجلس الشيوخ، وقال إن العالم ملىء بخطابات الكراهية وإن الحروب الدينية اندلعت بسبب هذه الخطابات وإنها تزداد فى غياب المواطنة وعندما يكون هناك خلل اقتصادى واجتماعى، وإن وسائل التواصل الاجتماعى وإن كانت تعمق خطابات الكراهية إلا أنها تحوى الكثير من الخير والحب، كما أكد الدكتور سعيد على أن الإخوان المسلمين وكل التنظيمات الأصولية التى تؤمن بالمطلقات ساهمت فى نشر وازدياد خطاب الكراهية، وأنه لابد من التطور حتى يمكننا التعامل مع الحياة وهناك حتمية لتجديد الفكر الدينى واحترام العلم الذى تبنته الحضارة الغربية فتحول لثقافة مجتمعية، كما أنه من الضرورى أن نتصدى بقوة لخطاب الكراهية حتى نجعل من ينشرون هذا الخطاب يشمئزون ويستحون من نشرهم لمثل هذا الخطاب.
كما تحدث الأستاذ حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، مؤكدا أن خطاب الكراهية موجود طوال التاريخ الإنسانى، وأن الموت الذى كان فى الماضى يوحد المصريين تحول اليوم لتصفية الحسابات، وأن جماعات الإسلام السياسى رفضت ثقافة ألفة القلوب وساهمت فى نشر خطاب الكراهية من خلال ثقافة الاستعلاء ورفض الآخر، كما أن عددا من الإعلاميين غير المؤهلين ساهموا فى شق الصف الوطنى من خلال التمييز بين الرجل والمرأة وساكنى الريف وساكنى الحضر والتحريض على الطلاق وفتح الباب للعنف الأسرى والاجتماعى وأن مواجهة خطاب الكراهية تتطلب إجراءات رادعة واضحة من خلال تشريعات وقوانين تجرم الكراهية والعنصرية، وأن منظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الدينية لابد أن تقوم بأدوار قوية لتحجيم هذا الخطاب.
وطالب الحاضرون بضرورة تفعيل مواد الدستور المصرى وحتمية إنشاء مفوضية تمنع جميع أشكال التمييز بين المواطنين لأن خطاب الكراهية خطاب ممنهج وليس عفويا، وأن هناك من يصنعون هذا الخطاب وأن الفكر الدينى لابد أن يدعو لنشر السلام والكف عن استخدام مفردات تكفير الآخر، حيث إن هذه المفردات يعقبها قتل المغايرين وتصفيتهم، وأن المؤسسات الدينية يجب أن تسهم فى بناء الإنسان ومنظومة القيم وتربية الضمير الشخصى أكثر من تركيزها على الممارسات والطقوس وإلغاء عقول التابعين، وأن القيادة العليا للدولة عليها تولى قيادة مكافحة هذا الخطاب وأن الله ودود محب ومن يؤمنون به عليهم أن ينشروا السلام لا الخصام وأن يبشروا بالحب لا بالحرب!!.
refaatfikry@gmail.com
نقلا عن المصرى اليوم