نبيل أندراوس

 اللوحة الزيتية دي هي أشهر لوحة رسمها فنان مصري في العصر الحديث ...و اللوحة مصنفة من أغلب نقاد الفن كأفضل و أجمل و أعظم لوحة زيتية مصرية ..اسمها بنات بحري ...بحري هو أشهر حي شعبي في الاسكندرية ...ثلاث سيدات اسكندريات بنات بلد ..ملامح مصرية صميمة العيون الواسعة اللوزية العسلية ..ما أجمل عيون المصريات ..

الحواجب كالأهلة الرفيعة و دي كانت الموضة وقتها...الشعر الكستنائي المجعد المصري الأصلي ..والوجه المصري البيضاوي المائل للطول هي نفس وجوه جداتنا علي أحجار معابد و مقابر جدودنا قدماء المصريين...الفنان مزج الملامح المصرية ببعض من الملامح الأفريقية مثل الشفاه الغليظة نوعآ ما و الجبهة العريضة المائلة للأستدارة و نلاحظ بعض الملامح الفرعونية ايضآ مثل الرقبة الطويلة و القوام الملفوف المائل للنحافة...حتي الستينات قبل عصر النفط الأسود والثقافة و الطعام الخليجي ستاتنا المصريات كن ممشوقات القوام كالغزلان...و لون البشرة البرونزي الاسمر الفاتح فهو فرعوني أصلي..و هو لون بشرة نفرتاري و نفرتيتي...

.و الملايات اللف مع البرقع الخفيف فوق الفساتين النصف كم الموشاة بالساتان اللامع تحفة و روعة ..لفة الملاية حول الخصر النحيل يظهر القوام الملفوف الريان يحسسك انه سر الكون كله بل سر الحياة فالأنثي الجميلة هي الحياة نفسها.....هارمونية الألوان خرافية ...الأنوثة و الدلع مع لمسة إغراء خفيفة لكن بأحتشام و احترام داخل الملاية اللف..فهن بنات جميلات و فاتنات و لكن بنات بلد محترمات و جد بتوع عرسان في الحلال و زواج فقط..الرسالة واضحة... و الخلخال الذي كان حتي الستينات من علامات الجمال و الأنوثة عند الفلاحة المصرية و الصوت الخفيف الذي يحدثه الخلخال عندما تتبختر به البنت ده حكاية لوحده...أما خطوة و مشية و بخترة البنات بدلع و دلال و انوثة و غندرة و احتشام ايضآ علي كورنيش اسكندرية في المغربية فهو سر اللوحة و سر جاذبيتها و شهرتها ...و لاحظوا رغم الدلع و الأنوثة في الرسم لكن البنات رافعين رأسهم و يمشون بكرامة و عزة نفس حتي وهن يعرفن أن عشرات العيون تتابعهن..لم تكن المرأة المصرية خافضة الرأس و لا مذلولة و لا مقهورة و لا عورة و لا محبوسة داخل الأسوار و الجدران لا تري النور بخدعة الجواهر الثمينة محفوظة و محبوسة في الخزائن ... لا..

من حقها أن تتمشى و تتفسح علي كورنيش بحر بلدها و تشم الهوا زي بقية البشر ولا البنت المصرية طوال التاريخ كانت مكسوفة انها ست و لا خجلي من أنوثتها بل كان هذا فخر و عزة لها...و عبقرية الفنان انه رسمهم في المغربية عندما بدأ الظلام يحل حتي تسطع وجوهن المضيئة في الليل الساري كالبدر في تمامه......و لا ينسين بنات بحري أن يظهرن احذيتهم الجديدة التي كانت آخر موضة وقتها من تحت الملايات اللف ..المرأة هي المرأة..ألا الجزمة 😂... هذه أول مرة احاول فيها أن اوصف لوحة و أقربها للأخوة و الأخوات أعضاء الجروب لأهميتها في تاريخ الفن المصري الحديث ..اللوحة رسمت في الأربعينات من القرن العشرين...أما الفنان فهو أشهر فنان مصري رسم بالزيت في العصر الحديث ...السكندري الراحل....محمود سعيد و تحقق لوحاته أعلي أسعار لفنان عربي ...بيعت لوحات له في مزاد بدبي بملايبن الدولارت ...استمتعوا باللوحة و احب اسمع رأيكم فيها و أرحب بأي إضافة فأنا لست ناقد فني و كتبت فقط انطباعي عن اللوحة الرائعة دي...يا بنات اسكندرية مشيكم علي البحر غية