سليمان شفيق
صرح حسان دياب الذي إعلن استقالة حكومته في 10 أغسطس عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس، وتعمل منذ ذلك بصفة مؤقتة
بعد تدهور قياسي جديد لليرة اللبنانية لا يمكن الاستمرار بدعم وقود توليد الكهرباء بعد مارس.
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب الثلاثاء إن وقود توليد الكهرباء سينفد بنهاية مارس والجهود جارية للإبقاء على دعمه، فيما أضاف أن البلاد يمكن أن تستمر بدعم أغلب السلع الأساسية حتى يونيو. وسجلت الليرة حوالي 15 ألفا للدولار وتجاوزت ذلك الرقم للمرة الأولى بحسب متعاملين بالسوق، لتصل خسائرها إلى نحو 90 بالمئة منذ اندلاع الأزمة أواخر 2019
وقال دياب: "حاليا هنالك تغطية بالنسبة للوقود لشركة كهرباء لبنان لغاية نهاية شهر آذار. لكننا نبذل جهودا لتأمين اعتمادات جديدة لتغطية حاجة كهرباء لبنان".
ومع توقف تدفقات الدولار، يعتمد مصرف لبنان المركزي على الاحتياطيات الأجنبية لدعم ثلاث سلع رئيسية هي القمح والوقود والدواء، فضلا عن بعض السلع الأساسية الأخرى
وقال الثلاثاء "كنا قد تخوفنا وحذرنا مسبقا من أثر استمرار نزيف الدولار على الاحتياطي، ولهذا قمنا بإرسال عدة سيناريوهات لترشيد الدعم إلى المجلس النيابي في ديسمبر الماضي". وتابع قائلا: لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن".
وتعمل حكومة دياب بصفة مؤقتة منذ استقالتها بعد انفجار في ميناء بيروت في 4 أغسطس الماضي الذي دمر الكثير من مناطق العاصمة وأودى بحياة 200 شخص
يمر لبنان بأزمة مالية خانقة تشكل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990
وقد أحرق محتجون غاضبون الإطارات وسدوا الطرق في أجزاء من بيروت الثلاثاء في ظل انهيار جديد لليرة اللبنانية أمام الدولار، لتفقد معظم قيمتها.
وسجلت الليرة حوالي 15 ألفا للدولار وتجاوزت ذلك الرقم للمرة الأولى بحسب متعاملين بالسوق، لتصل خسائرها إلى نحو 90 بالمئة منذ اندلاع الأزمة أواخر 2019.
لليوم السابع على التوالي، أغلق المتظاهرون اللبنانيون عدة طرق عبر أنحاء البلاد، وسط تعزيزات أمنية مكثفة خاصة لقوات الجيش. وأعرب المحتجون عن غضبهم بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وحالة التخبط السياسي الذي يعيشه هذا البلد خاصة بعد تهديد رئيس الحكومة المكلف بالتوقف عن اتمام مهامه.
تأججت الأوضاع في لبنان من جديد مع استمرار المتظاهرين بالنزول إلى الشوارع لليوم الخامس على التوالي احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والأزمات السياسية المتتالية في لبنان. وأغلق المحتجون السبت عدة شوارع في أنحاء البلاد، وملأ وجود مكثف للجيش مناطق في العاصمة مع سريان غضب بسبب التراجع الاقتصادي للبلاد.
وتضرم مجموعات من المحتجين النيران بإطارات السيارات لإغلاق الطرق في جميع أنحاء البلاد بشكل يومي منذ أن هوت العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد يوم الثلاثاء، مما أثار غضب السكان الذين يشعرون منذ فترة طويلة بالذعر من الانهيار المالي في البلاد.
وتظاهر محتجون أمام جمعية مصارف لبنان، مطالبين بالحصول على ودائعهم، ثم توجهوا إلى مبنى البرلمان في وسط بيروت للتعبير عن إحباطهم من تدهور الأوضاع الاقتصادية. وأشعل نحو 50 متظاهرا النار في إطارات سيارات في ساحة الشهداء بوسط بيروت
وأدت الأزمة المالية التي بدأت في عام 2019 إلى فقدان وظائف وأثارت التحذيرات من تزايد الجوع وحرمت الناس من الحصول على ودائعهم المصرفية. ويمكن لمجلس الوزراء الجديد تنفيذ الإصلاحات اللازمة للحصول على مليارات الدولارات من المساعدات الدولية.
واستقالت حكومة دياب إثر انفجار بيروت في الرابع من أغسطس الذي دمر قطاعات واسعة من العاصمة بيروت. وجرى تكليف سعد الحريري برئاسة الوزراء في أكتوبر لكنه لم ينجح بعد في تشكيل حكومة جديدة بسبب أزمة سياسية مع الرئيس ميشال عون
كان انهيار الليرة اللبنانية، التي هبطت إلى عشرة آلاف مقابل الدولار اول امس الثلاثاء، هو القشة الأخيرة لكثيرين ممن شهدوا ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية مثل حفاضات الأطفال والحبوب إلى نحو ثلاثة أمثالها منذ بدء الأزمة.