حمدي رزق
فيها حاجة حلوة، فيها علاوة، مهما كانت كلفة العلاوات والحوافز، الموظفون المصريون يستحقون كل الخير، الموظفون فى مصر طحنهم الغلاء، ودفعوا فاتورة الإصلاح الاقتصادى كاملة غير منقوصة، وتحملوا الغرم صابرين محتسبين، كله فدا المحروسة بعين الله.
قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى تعبير عن اِمتنان رئاسى لموظفى مصر، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.
أجمل من العلاوتين، رفع الحد الأدنى للأجور إلى ٢٤٠٠ جنيه، وأجمل منهما علاوة المعاشات ١٣ فى المائة، وهذا من قبيل الوفاء لمن أفنوا أعمارهم فى خدمة الدولة المصرية.
جيش الموظفين، جيش قوى، جيش جرار قوامه ٦ ملايين موظف، جيش مرتبط بالدولة برباط غليظ، فى رباط، لا ينفك عنها أبدا، جيش معتبر استطاعَ أن يذود عنها وقت المحنة، وصمد فى وجه العاصفة التى عصفت بالبلاد من يناير ٢٠١١ وحتى ساعته وتاريخه، جيش استطاعَ أَن يَعمَل ما طُلِبَ منه، وكما تنص اللوائح والتعليمات المرعية، لم يتخلوا عن واجبهم فى أحلك الظُّروف، فى أوقات الشدَّة التى مرت بالبلاد، مرابطون فى الدواوين الحكومية، حراس الدولة المصرية.
مصر محظوظة بالجيش العظيم على الحدود، على الحدود أسود، وجيش الشرطة داخل الحدود يحفظ الأمن والأمان، والجيش الأبيض فى المستشفيات والمستوصفات، على خط المواجهة مع الوباء، وجيش العمال الشقيانين العرقانين فى المصانع، وجيش الفلاحين المتحزمين على زراعتهم، المنكبين على حصادهم فى المزارع، وجيش الموظفين المنضبطين فى الدواوين، مصر وصفا شعب فى جيش، وجيش فى شعب، يد تبنى ويد تمسك السلاح.
الموظفون فى مصر صبروا صبر أيوب على الغلاء والوباء، لا هانوا ولا استكانوا ولا تَوَلَّوْا يوم الزحف، والعلاوة مثل قطعة حلوى تحلى الأَفْوَاه، وممتنون للرئيس أن اعتبر لحاجات الموظفين، ولبى بعض مطالبهم، ووفى بترقياتهم المتأخرة، وبذل حافزا لمن سيذهب إلى العاصمة الجديدة ليكمل مشواره الوظيفى فى سياق جديد، وعصرى، وحديث، نقلة نوعية تفرق كتير فى مستقبل الوظيفة العامة، نقلة لعصر جديد إن شاء الله سعيد.
أصحاب المعاشات لهم فى قلب الرئيس السيسى معزة، عادة ما يقبل رؤوسهم التى اشتعلت شيبا، والعلاوة مستحقة تماما، وأكثر من هذا فى مقتبل الأيام بخصوص الحد الأدنى للمعاشات.. قول يارب.
علما بأن هذه العلاوات والحوافز التى تكلف ٧٠ مليار جنيه سنويا تأتى فى عام الوباء، تحت وطأة الجائحة، والاقتصاد المصرى بالكاد صالب طوله، وواقف على حيله رغم الأزمة الاقتصادية التى ضربت اقتصادات عتيدة، الحمد لله من قبل ومن بعد، لولا الوباء لتغير وجه الحياة فى مصر، ولكن كما يقول الطيبون الجودة بالموجود، ولقمة صغيورة تكفينا، والقناعة كنز لا يفنى، وتحسبهم أغنياء من التعفف.
نقلا عن المصري اليوم