بقلم: إيهاب شاكر

 هذا المقال كان من المفروض أن يُنشر منذ فترة، لكن لظروف ما لم يتم نشره، وما دعاني لنشره هذا العام، هو أن الحال كما هو الحال، وموضوع المقال كما هو لم يتغير شئ، بل ربما زاد الأمر أكثر مما كتبت عنه هنا، فنحن مازلنا نعاني مما يحصل في هذا الشهر، الذي من المفترض فيه أنه شهر للتقرب لله، وليس معنى التقرب لله هو إزعاج الغير، أو مخالفة القوانين، وإليكم ما كتبته العام الماضي في نفس التوقيت ولنفس السبب لتدركوا أن "دوام الحال في مصر قد طال وطال"

 
  كتب الأستاذ"مصطفى السرتى" في المصري اليوم بتاريخ
 19 / 9/ 2009  تحت عنوان" وانفرط عقد الخير" وكان يتحدث عن شهر رمضان وما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هي عبارة أو دعاء لفت انتباهي " وخضني" قال الأستاذ مصطفى " ندعو إلى الله أن يكون العام كله رمضان" ومع احترامنا لأحبائنا المسلمين ونتمنى دائماً أن يتمتعوا بفرائضهم ـ وهم يمارسونها بكل حرية، لكن " اللي خضني " في هذا الدعاء هو ما يحدث في شهر رمضان من أمور غريبة جداً ومتعبة جداً ومؤثرة جداً بطريقة سلبية للأسف على اقتصادنا ومجتمعنا و صدقوني لا أتجنى، وهاك بعض منها:
     مع بداية الشهر تبدأ شوارع القاهرة وربما كل مصر بتعليق الأنوار، ولا غضاضة من الابتهاج والفرح، ولكن هناك مشكلتين في هذا الأمر، أولاً، أنه مخالف للقانون، وأتعجب، كيف في شهر المفروض فيه التعبد والتقرب لله نفقد الأمانة ونسرق الكهرباء. التي يأخدها منا الآن المدعو رئيسا علينا ويصدرها لغزة ويترك مصر مظلمة، لكن منورة بأهاها،  أم أن الغاية تبرر الوسيلة.
 ثانياً، بهذه المخالفة يكون هناك ضغطاً غير عادي على الكهرباء بصفة عامة مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عدة مرات متقاربة في اليوم،( وطبعا هذا العام بدأت مشكلة انقطاع الكهرباء تزيد بشكل منتظم وبقصد واضح من شركة الكهرباء مما أدي لشكوى الكثيرين وتظاهر الكثيرين) وأيضاً هذا يؤدي لتعطيل الأشغال " أكتر ما هي متعطلة" ويعطل الأجهزة الكهربائية أو يخربها. هذا من ناحية.
 
من ناحية أخرى، الملاحظ دائماً في هذا الشهر،  الزحام الشديد قبل الإفطار بساعات وبعد الإفطار بساعة، والحوادث الناتجة عن السرعة وكأن الأكل "هيطير"  وناهيك عن التأخير الناتج عن ذلك، وما يتبعه من خسائر في الأعمال وربما في الأرواح.
 
 وما يزيد المشكلة ويستفز المتحضر أن الكثير من الشوارع تُغلق لأن المصلين يفترشون الطرق( الطرق اللي فيها مواصلات وغيرها)عافية أمام السيارات (فتخيلوا لو سيارة إسعاف أو واحدة هتولد) فبالإضافة أنه مخالفة لقوانين المرور أيضاً فهو منظر غير حضاري بالمرة.
 
 كما أن المشاجرات الزائدة عن الحد  تبدأ بالزيادة مع أول يوم في رمضان، ولا أعرف لماذا وهذا ملاحظ منذ سنين، منذ وعيت ذلك.ومن بركات الصيام القتل والحرق في دهشور، وكله بما لا يخالف شرع الله.
ومع كل هذا نأتي إلى أمر غاية في الغرابة، فمع أنه شهر صيام !!!  إلا أن كل الدراسات تقول أن مصاريف واستهلاك هذا ا لشهر يساوي المصاريف والاستهلاك باقي السنة، 
 
  كتب الموقع الالكتروني ل" صحيفة الوسط البحرينية" وغيره ، كتب يقول:
• " كشفت دراسة اقتصادية للباحث الاقتصادى، علاء حسب الله، أن حجم إنفاق المصريين يصل إلى نحو 200‏ مليار جنيه على الغذاء سنويا، كما وصل حجم فاتورة استيراد غذاء شهر رمضان الكريم إلى ‏30) مليار جنيه‏." 
تخيلوا مصاريف شهر واحد!!!
 
 كما جاء في أحد المواقع أن مصاريف رمضان تجبر الأسر المغربية على شراء الكتب المدرسية المستعملة.
تخيلوا أيضا أنه قد يصل الأمر للانتحار، فقد أقدم شاب (32 سنة) على الانتحار بشنق نفسه بسبب عدم قدرته على الوفاء بمتطلبات أسرته في رمضان" موقع شبكة الساعة الثقافية الالكتروني"
 
" وبعد ده كله تدعي يا أستاذنا إن السنة كلها تبقى رمضان، يا نهار أبيض!!!
اخوتي الأحباء ولا سيما المسلمين، أنا أتمني أن يكون رمضان شهر الصلاة والصوم والاعتكاف والتقرب لله، لكن بطريقة صحيحة، ليس فيها بذخ، ولا اعتداء على الطرق_ ولا الناس طبعا ــ وهذا الأمر يمكن حله، مثلاً بإيجاد ساحات بعيدة عن الطرق تخصص للصلاة، هذا إذا كانت المساجد والجوامع لا يوجد بها مكاناً_   ولا السرقة، والمشاجرات بحجة " أنا صايم" وكل عام وأنتم جميعاً بخير.