عبد المنعم بدوى
منذ بدأت إثيوبيا فى بناء سد النهضة ، منذ عشر سنوات ، ومصر لم تستخدم إسلوب لحل تلك الأزمه سوى إسلوب المفاوضات ، وعلى مدار تلك السنوات لم تسفر المفاوضات عن شيىء .
المفاوض المصرى يتحدث عن الحقوق التاريخيه لمصر فى مياه نهر النيل ، نعم هناك حقوق تاريخيه ولابد من الحفاظ عليها ، لكن العالم تغير والظروف الحاضنه لدول حوض نهر النيل تغيرت ، وأصبحت كل دول الحوض بلا أستثناء ، لا تعترف بالحقوق التاريخيه التى وقعت بمعرفة الحكومات الأستعماريه ، الغير موجوده حاليا .
إذن القضيه ليست قضية " حقوق " فى مياه النيل ، بل هى قضية " صــــــراع " على مياه النيل قضية حياه أو موت ، وفكرة الحرب هى جزء من فكرة الصراع .
والحقيقه أن المجتمع المصرى على مر العصور لم يعرف فكرة الصراع ، أو فكرة الحرب ، هو كان موضوع صراع ... هل تعرف أن أول حرب يخوضها الجيش المصرى ( قياده وأفراد ) منذ أيام الملك أحمس الثالث ، كانت حرب أكتوبر 1973 ، والتى عبر فيها جيشنا قناة السويس ، ثم توقف ولم يتقدم الى الأمام ، مع العلم بأنها حرب داخل الأرض المصريه ، وليست خارجها ، وكانت الحرب الأولى والأخيره .
كانت مصر على مر العصور دوله تتصارع عليها الأمبراطوريات ، تأتى دول وتسقطها دول أخرى ، قوات غازيه تطرد بعضها البعض ونحن المصريون متفرجون مستسلمون .
لم يكن لدينا جيش حرب على مر العصور ، ومنذ أيام الملك أحمس وحتى معاهدة 1936 ، المعاهده التى وقعها النحاس مع الأنجليز ، والتى سمحت بدخول أبناء المصريين بدون واسطه بدخول الكليه الحربيه ... حتى الجيش بعد تلك المعاهده ، كان جيش مراسم وأستعراضات ، وهذا ليس ذنبه ، حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952 ، وظهر الصراع المصرى الإسرائيلى .
فكرة الحرب التى هى جزء من فكرة الصراع نحن غير مهيئين لها لم تترسخ فى داخل الضمير الجمعى المصرى .
والصراع المصرى الإسرائيلى خير شاهد على ذلك .