محمد محمود

 الارتقاء بعاطفة ووجدان وذوق الشعوب هو أفضل وأسرع طريقة لمطاردة وطرد الفكر التكفيري والتطرف الديني، وهو أهم وأجدي من مجرد قصر المواجهة على المواجهة المسلحة مع العناصر التي تحمل السلاح والتي تعتبر ختاما لمراحل عديدة من غرس ورعاية ونماء واثمار شجرة التطرف الدامية...

 
والمجتمع الذي يرتاد السينما والمسرح وينفعل مع الفن الجميل الراقي ويستجيب ويطرب للأغنية الجميلة واللحن العذب والمقطوعة الراقية، الشعب القارئ المثقف، لهو أبعد الشعوب عن شرك قردة التطرف وغيلان التكفير...
 
لذلك، دائما أتخيل إذا ما كنت مسئولا عن ملف الثقافة في مصر، أقول مسئولا وليس وزيرا للثقافة، لأن الوزير عليه واجبات واعباء قد تعيق تحقيق حلمه الثقافي في مصر ولذلك شرح يطول، ليس ها هنا مكانه...
 
لو كنت مسئولا عن الثقافة في مصر لقمت بعمل الآتي فورا :
 
1- إعادة السيرك القومي للعمل بكامل طاقته وكذلك سيرك الحلو وسيرك عاكف الذي انقرض ودعم تذاكر الدخول وتدشين أكثر من فرع له في الأقاليم....
 
2- إعادة اكتشاف الفن الشعبي المتنوع ما بين الصعيدى والدمياطي والبورسعيدي والفلاحي والسيناوي والبدوي في مرسي مطروح وعمل فرق رحالة تجوب الوادي من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه لتوكيد معرفة واطلاع كل المصريين على كل الفن المصري...
 
3- إنتاج مسرحيات عن نصوص وروايات كلاسيكية وتقديمها في مسارح الدولة وقصور الثقافة المنتشرة في كل المحافظات...
 
4- إطلاق مسابقات بطول البلاد وعرضها لاكتشاف مواهب حقيقية في الغناء والتلحين والعزف والشعر الحر والتقليدي وكذلك التمثيل والبحث عن المواهب الكوميدية الفكاهية الحقيقية وعمل برامج متكاملة لرعاية تلك المواهب واحتكارها للدولة لعشر سنوات على الأقل في أعمال ذات إنتاج جيد...
 
5- إنتاج مسلسلات بسيطة ذات محتوى مصري بسيط بعيدا عن البهرجة والمبالغة والاستفزاز وبعيدا عن القصص الغريبة التي لا تمت للمجتمع بصلة...
 
6- إعادة إحياء مشروع مكتبة الأسرة الممتاز ومجموعة اقرأ التي كانت تطبعها دار الهلال وغيرهما من السلاسل الثقافية المحترمة
 
7- استغلال الإعلانات الضوئية لعرض أقوال وحكم مأثورة لشخصيات مصرية مرموقة في تاريخ مصر القديم والحديث
 
8- عمل رحلات سياحية مخفضة وبرامج زيارات مكثفة للطلاب في جميع المراحل التعليمية للتعرف على بلدهم الكبير والتعرف على التنوع الثقافي والجغرافي للبلاد...
 
9- عمل ندوات جماهيرية لكبار المثقفين والفنانين الذين يحظون بإحترام الجميع في احتكاك مباشر بالشعب..
 
10- وأخيرا وليس آخرا، سحب شباب الأحياء الفقيرة والشعبية إلى قصور الثقافة لعرض أغان لكبار مطربينا وعرض أفلام كلاسيكية راقية عالمية ومحلية مع فواصل إعلانية عن تاريخ الوطن وحضارته..
 
القوس مفتوح لأي اقتراحات، ولا أظن اني وفيت كل ما يمكن عمله تجاه هذا الوطن السليب المختطف...
 
الإنسان الذي يتذوق الفن، لا يمكن أن يكره ويكفر.
 
الصورة المرفقة لأفضل وأهم ( مسئول) مثقف في تاريخ الثقافة المصرية.. الدكتور ثروت عكاشة