أثيوبيا تعلن بدء الملء الثاني للسد في يوليو المقبل وترفض وساطة أمريكا.. ولواء سوداني: لدى مصر والسودان خيارات غير سلمية

ملف سد النهضة الخلافي أمام مفارق حاسمة، ودور الوساطة الرباعية قد يكون المخرج الضامن لحقوق الدول الثلاث السودان ومصر وإثيوبيا.

 

الخرطوم تؤكد أنها تسلمت الموافقة المبدئية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة، على مقترحها بإنشاء آلية رباعية للتوسط في مفاوضات السد، وتسعى الرباعية الدولية للحصول على إجماع من الدول الثلاث حتى تبدأ عملها.. فأي دور ممكن أن تُحدثه هذه الوساطة في تسريع الحلّ؟ ولمَ لم تبد إثيوبيا موافقتها بعد؟

 

من جانبه قال أمين إٍسماعيل، الخبير الأمني السوداني في مركز الدراسات الدولية، أن السودان تسلم موافقات من الجهات الدولية الأربعة وبدأ العمل في التنسيق بشأن مفاوضات سد النهضة، واقترح السودان توسيع الوساطة إلى الرباعية، وأتوقع أن يظل الأخوة في أثيوبيا في مناورات التفاوض لكسب الوقت لإتمام البناء وملء السد.

 

مشيرًا إلى أن الطرف القوي الآن في هذه الوساطة الدولية هي الولايات المتحدة الأمريكية، التي سبق وأن عقدت قمة واشنطن بخصوص سد النهضة ورفضت أثيوبيا المؤتمر ومخرجاته والأمر الآن أًصبح وكأن الولايات المتحدة منحازة إلى مصر والسودان، ما جعل التفاوض له ثقل وتأثير بخصوص مفاوضات السد.

 

وشدد بقوله أنه في حال إصرار أثيوبيا على المضي قدمًا في تنفيذ خطتها بالملء وعدم الاستجابة للوساطة، هناك خيارات سلمية وخيارات أخرى غير سلمية، السلمية هي التحسب على كل الأخطار التي يمكن أن تنتج عن الملء الثاني، والتحسب لمسألة الجفاف ومعدلات الأمطار، والرد الغير سلمي نرجع فيه للتدوينة الشهيرة لترامب "ضرب السد وإصابته".

 

مستطردًا: نحن لا نتحدث عن عمل عسكري لكن عن بعض الأوراق القوية الموجودة لدى مصر والسودان ويمكن أن تؤثر وتجعل أثيوبيا التي تعد دولة الآن حبيسة تحتاج إلى منافذ وتجارة، وكل هذا يمكن أن تضغط به قيادات الدول لحماية أراضيها وسلامة مواطنيها.

 

على الجانب الآخر قال الكاتب الأثيوبي موسى شيخو، أن أثيوبيا دائمًا مع الحل والمفاوضات قبل الملء الثاني، وموقف أثيوبيا واضح بأن تتم الاتفاقات النهائية في البيت الإفريقي تحت مظلة الاتحاد الإفريقي وليس تحت مظلة أمريكا، وأثيوبيا تنتظر موقف الإتحاد الإفريقي وعندئذ يكون لكل حادث حديث.

 

وتابع في مداخلة لقناة سكاي نيوز عربية، أثيوبيا لم تتلق أي خطابات بشأن أطراف الرباعية الدولية، ونُصر أن يكون الحل إفريقيًا، فهل الأطراف الرباعية الدولية ستكون قادرة على إيجاد الحل؟ مؤكدًا أن الاتجاه للتعاون مع أطراف الرباعية الدولية سيؤخر الحل النهائي وسيطيل أمد المفاوضات ونحن لا نرغب في إطالة أمد المفاوضات دون البدء في الملء الثاني للسد.

 

على الجانب الآخر قال سكوت يولينغر، الضابط السابق بالمخابرات الأمريكية، إن ما فعلته إدارة الرئيس بايدن مؤخرًا أنها قامت بشطب ذلك القرار الذي كان اتخذه ترامب بشأن وقف المساعدات المالية الأمريكية لأثيوبيا بسبب سد النهضة، وهذا ربما يكشف أن أمريكا لديها نية حسنة لحل هذا النزاع بين كل الأطراف بشكل موضوعي وأن الولايات المتحدة الأمريكية ستتعامل مع الدول الثلاث على قدم المساواة.

 

مضيفًا، هذا النواع قابل للتفاوض وأمريكا تريد أن يكون لها دور أكبر في حل هذا النزاع بالتوازي مع الإتحاد الإفريقي ومنظمات دولية أخرى.