حمدي رزق
سارعت شركة «أسترازينيكا» بالقول إن لقاحها المضاد لفيروس كورونا (أى زد دى ١٢٢٢) لا يحتوى على مكونات مشتقة من لحم الخنزير.. وفى جميع مراحل عملية الإنتاج، لا يستخدم فى هذا اللقاح ولا يتلامس مع المنتجات المشتقة من لحم الخنزير أو غيرها من المنتجات الحيوانية.
وحدث، لم تتأخر المراجع الإسلامية عن عادتها التاريخية فى تحكيم عقدة (الحلال والحرام) تحت وطأة الجائحة التى تحصد الأرواح حصدًا، وصدرت فتوى من مجلس العلماء الذى يعد أعلى مجلس دينى إسلامى فى إندونيسيا، بأن اللقاح حرام، لأن عملية التصنيع تستخدم «التربسين» من بنكرياس لحم الخنزير!
وسيتلوها فتاوى بألسنة ولهجات، كلٌّ سيلهج بتحريم لقاح أسترازينيكا، وستطول الحملة كل اللقاحات، وليهلك المسلمون من حول العالم تحت مظنة لحم الخنزير!
مهضوم طبيًا حالة عدم الثقة فى لقاح أسترازينيكا، هناك (عدم تقبل) أوروبيًا بعد إصابة عدد من المتعاطين بجلطات دموية غامضة، جار تحقيقها معمليًا، هناك وقفة طبية صارمة، اللقاحات لا تتخذ هزوًا.
الخطير والمقلق، دخول اللقاحات على خط الحلال والحرام، والخوض فى تركيبة اللقاح وهى سرية بالضرورة، وتصدير «الخنزير» فى الصورة لإقلاق الملتزمين دينيًا، أخشى أن يقاطع المسلمون لقاحًا «رخيصًا وفعالًا» تحت مظنة حرمته، وهذا يكلف كثيرًا من الأرواح المتلهفة إلى جرعة من لقاح رخيص.
الفتوى الإندونيسية أخشى فاتحة كتاب التحريم، وأرجو مخلصًا من المراجع الإسلامية فى المحروسة ألا تشتبك مع قضية «حرمة» لقاح أسترازينيكا، ولا تفتى فى الشؤون الدوائية، وتترك أمر اللقاح للسلطات الطبية المختصة، أعلم أن غواية الحلال والحرام يسيل لها لعاب بعض المراجع غير المعتمدة رسميًا، وباب الفتوى ليس مغلقًا بإحكام، يتفلت منه البعض بالتحريم.
فى زمن الوباء، لا نملك رفاهية بلبلة الناس بحِل أو حرمة اللقاح، والأطباء الثقات أعلم بأمور لقاحاتهم، والشرع الحنيف قرر منذ فجر الرسالة رخصة فى قاعدة قرآنية مستقرة «.. فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ». ( البقرة: ١٧٣).
غنى عن القول أن ما يواجهه لقاح أسترازينيكا (أى زد دى ١٢٢٢) من عكوسات، نفس ما واجهه اللقاح الروسى (سبوتنيك V) من حملات ممنهجة، المنافسة التجارية فى الأسواق العالمية عاتية مثل طحن عظم، الكعكة ضخمة، سكان العالم 7.8 مليار نسمة، يتشوقون إلى جرعة من اللقاح، أو لقاح، فقط يتوفر وبأسعار رخيصة، معلوم لقاح أسترازينيكا هو الأرخص عالميًا.. يسمونه (لقاح كل العالم) لقاح رخيص، وإمكانية إنتاجه بكميات أكبر مقارنة باللقاحات الأخرى التى حصلت على موافقة الاتحاد الأوروبى.
وأد اللقاحات، كوأد البنات فى المهد، سياسة متبعة، كلٌّ يوسع مساحات للقاحاته التى تكلفت المليارات بحثيًا وإنتاجيًا، لا يهمهم فى الأخير سوى جنى الأرباح ولو على جثث الأبرياء.
نقلا عن المصرى اليوم