كتب – روماني صبري 
تحدث عبد اللطيف الحناشي، أستاذ التاريخ السياسي المعاصر والراهن في جامعة منوبة التونسية، عن كتابه "السلفية التكفيرية العنيفة في تونس من شبكات الدعوة إلى تفجير العقول"، قائلا :" السلفية التكفيرية العنيفة باتت ظاهرة عالمية وتطورت بشكل خاص بعد عام 1979، مؤكدا :" فهي تنشط لان هناك ذهنية قابلة للتطرف رغم عدم وجود بيئة حاضنة للعنف." 
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لبرنامج "محاور"، المذاع عبر فضائية "فرانس 24"، الجماعات السلفية تسعى لغزو فكر البشر، عن طريق أفكار تبدو مبسطة وتحمل الكثير من الأحلام والمغالطات." 
 
موضحا :" ومن هنا يحدث ما يمكن أن نسميه اللعب بعقول البشر ودفعها نحو أفكار تبدو غريبة تؤدي إلى ممارسة العنف بكل أشكاله، وهناك العنف اللفظي، والعنف الذي يلغي دور الآخر ويكفره، مشيرا :" ومنذ عام 1979 وعنف السلفيين بأفغانستان، الشيشان، البوسنة، العراق، سوريا، تونس، الجزائر وغير ذلك من البلدان."  
 
موضحا :" إذا السلفية التكفيرية العنيفة تستهدف الفكر أولا للوصول إلى الغاية التي أتينا على ذكرها"، وردا على سؤال " لماذا اختار عبد اللطيف الحناشي، عنوان كتابه "السلفية التكفيرية العنيفة في تونس من شبكات الدعوة إلى تفجير العقول"، بدلا من السلفية الجهادية، لفت الحناشي : لان مفهوم الجهادية واسع وغير دقيق." 
 
وتابع :" لا يمكن توظيف الجهادية على الأقل خلال هذه الفترة الزمنية التي يرصدها الكتاب، فهذا المصطلح كان ابن لحظته في بداية التاريخ الإسلامي بهدف اسلمة المجتمعات إلى غير ذلك." 
 
موضحا :" وعلى ارض الواقع ثمة العديد من السلفيات ومنها : الجهادية، المدرسية، إلى غير ذلك من السلفيات، والتكفيرية غير السلفيات الأخرى كونها تستخدم العنف للوصول لتحقيق أهدافا، وأهدافها في كثير من الأحيان غامضة وغير دقيقة وهذا ما تبين من خلال ممارساتها في البلدان العربية أو حتى في البلدان الإسلامية.
 
ويرى أستاذ التاريخ السياسي المعاصر والراهن، بان تمدد ظاهرة السلفية التكفيرية العنيفة عالميا ووطنيا كما انحسارها مرتبطان اشد الارتباط بقرارات وتوجهات دولية خاصة.
 
لافتا :" الحركة السلفية برزت في الجزيرة العربية، وكانت مارست في فترة معينة العنف لقيام الدولة السعودية على يد محمد ابن عبد الوهاب، مشيرا :" ولا نجد للسلفية أي دور وطني فيما يخص التحرر الوطني في العالم العربي والإسلامي، عكس الحركة الصوفية التي حاربت الاستعمار الايطالي في ليبيا، والحركة المهدية في السودان التي لها دور في محاربة الانجليز.
 
موضحا :" أما السلفي جهيمان العتيبي، فاحتل الحرم المكي بالسلاح عام 1979، ويقول الحناشي في كتابه بان العنف كما التطرف بأشكاله المختلفة ظاهرة اجتماعية إنسانية وسياسية عرفتها المجتمعات البشرية في كل حقبها منذ وجد الإنسان على سطح الأرض، وان المجتمع التونسي لا يختلف عن باقي المجتمعات." 
 
ما الذي يدفع شاب تونسي للذهاب إلى فرنسا ليقوم بعملية إرهابية هناك كما حدث في هجوم نيس ضد غير المسلمين ؟، وشدد الحناشي على أن الفقر لا علاقة له بعنف وتطرف الأشخاص، بل الوضع النفسي وثقافة رفض الآخر، وكذا المراكز الدينية السلفية في الغرب التي تغذي الكراهية تجاه الآخرين المختلفين في المعتقد."