ربما ليست هناك طريقة مثالية من أجل معرفة الشغف الخاص بكل شخص، حيث يتوصل البعض إلى شغفهم بالصدفة منذ مرحلة الطفولة، فيما يفشل البعض في تحديده حتى نهاية العمر، إلا أن معرفة أسباب عدم تحديد الشغف في الحياة قد تسهل من مهمة التوصل إليه يوما، كما نوضح الآن في تلك السطور.
أسباب صعوبة إيجاد الشغف
ربما يظن الكثيرون أن مجرد التفكير والبحث في أعماق العقل هو الخيار الأمثل من أجل تحديد شغفهم، إلا أن الأمور لا تنجح بتلك الطريقة، حيث يفترض بالمرء أن يخوض التجارب دون تردد حتى يصل إلى شغفه المحير، ما يكشف هنا عن ضرورة عدم ترك الأمور للمشاعر الشخصية فقط، بل ينصح بالتجربة في البداية قبل الحكم.
كذلك يبدو التركيز فقط على الهدف المتمثل في تحديد الشغف في الحياة، دون الالتفات إلى الفرص التي تظهر بين الحين والآخر خلال الرحلة، من أسباب عدم نجاح البعض في التوصل إلى شغفهم، حيث يمكن لتركيز الشخص على إيجاد شغفه العملي في مجال دراسته أن يفوت عليه فرصة التوصل لشغفه الحقيقي في هواية يعشقها أو في رياضة قد يحترفها يوما ما إن انتبه لها.
من عوامل صعوبة إيجاد الشغف، محاولة رسم الطريق الطويل دون القدرة على الاستمتاع باللحظة الحالية، فبينما يبدأ الشغف في التكون من خلال كتاب نقرأه عنه أو عبر عبارات نسمعها من صديق، قبل أن نسعى للبحث عن الأمر وحضور الصفوف التي تمنحنا فرص التعلم أكثر فأكثر، فإن كل هذا لا يتحقق بين ليلة وضحاها، بل يتتطلب الصبر وعدم الشعور بمشقة الرحلة، بل الاستمتاع بها كي تسهل من مهمة العثور على الشغف في الحياة.
خطوات تحديد الشغف
بينما ذكرنا الأسباب التي تعقد من مهمة استكشاف الشغف في الحياة، فإن أولى الخطوات التي يجب اتباعها لتحقيق هذا الهدف تتمثل في دراسة إمكانية تحويل الهواية التي كانت تشغل البال في الصغر إلى وسيلة لكسب الأموال في الكبر، سواء تمثلت تلك الهواية في لعب الموسيقى أو الكتابة أو حتى التمثيل، فإنها قد تكون الشغف الغامض دون أن ندري.
كذلك تعتبر ملاحظة أكثر الأمور التي نقرأ عنها أو نتابع أخبارها، من وسائل استكشاف الشغف المجهول، حيث يبحث المرء دوما عن المعلومات عن الأشياء التي يهتم بها، ليبدو شغفه أحيانا مختبئا داخل نوعية الكتب المفضلة له.
ربما يفشل البعض في تحديد شغفهم بناء على الخطوات السابقة، ليتحقق الأمر بصورة مفاجئة عبر اتباع خطوة أخرى أكثر بساطة، وتتلخص في كتابة الأفكار الخاصة على ورقة بيضاء دون تفكير أو تنظيم، فيما ينصح بالبحث حينها عن أي من مصادر الإلهام القادرة على تسهيل المهمة، مثل كتاب على الرف أو برنامج يعرض على شاشة التلفزيون أو حتى أغنية مفضلة.
لا يمكن تجاهل أهمية إشراك الأشخاص المقربين في عملية البحث عن الشغف في الحياة، سواء عبر طرح الأسئلة عليهم بشأن كيفية توصلهم إلى شغفهم، أو من خلال معرفة رأيهم بشأنك، إن كانوا مصدر ثقة دون شك.
في كل الأحوال، من الوارد أن يكون شغف الإنسان في الحياة أمام عينيه طوال الوقت دون أن يلاحظ ذلك، بسبب تركيزه في عملية البحث الدائمة دون اتخاذ أي خطوة ولو بسيطة إلى الأمام، لذا ينصح من أجل اكتشاف الشغف بخوض المزيد والمزيد من التجارب دون خوف أو تردد، حتى يصبح النجاح في التوصل إليه ممكنا في أقرب وقت ممكن ودون المزيد من التأجيل.