كتب : نادر شكرى
أصدر اليوم الثلاثاء مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان ورقة سياسات حول " تقييم أداء التشكيلة السياسية في مجلس النواب لمناقشة بيان الحكومة " .
أكدت الورقة انه خلال الجلسات المخصصة للقيام بمهمة استدعاء الوزراء واستعراض مدى التطور في تنفيذ البرنامج الحكومي فقد تبدت أداءات وظهرت ممارسات للمجلس المستحدث يمكن القول بأنها تصلح لأن تكون بمثابة فرصة نادرة للتعرف علي تأثيرات التركيبة البرلمانية وطبيعة أداء وفعالية النواب وقدرتهم علي اجتياز الاختبار الأول بنجاح وتعبيرهم عن احتياجات دوائرهم بذات المهارة في صياغة وتطوير الخطط والبرامج.
وقد خلصت الورقة إلي مجموعة من القراءات والتحليلات التي تساعد في رصد وتحليل حجم التطور في أداءات النواب كأفراد أو كتركيبة متماسكة وذلك على النحو التالي :
تحليل إجماليات مداخلات النواب
أكدت الورقة بأن الأداءات النيابية خلال الفصل التشريعي الحالي قد شهدت تطوراً كبيراً سواء من حيث الرغبة في المشاركة أو الإهتمام بطلب المداخلات والحديث خلال الجلسات العامة .
فقد شهت جلسات تقييم الأداء الحكومي مشاركة عدد ( 461 ) نائب في الحديث بمجموع مداخلات ( 1227 ) مداخلة كرقم غير مسبوق يظهر مدي الفعالية والحرص علي الحوار وتقديم الملاحظات النقدية والتحليلية من قبل السادة النواب بنسبة (72,8 % ) مقابل عدم الحديث أو المشاركة في الحوارات العامة لعدد ( 131 ) نائب بنسبة تعادل ( 27,2 % ) من مجموع نواب المجلس كمؤشر يشير لمستوي من الايجابية غير المسبوقة في تاريخ الحياة النيابية المصرية عبر تاريخها الممتد .
وأشارت إلى تطور نسب وأرقام المشاركة في الحديث مع تقدم الجلسات حيث شهدت الجلسات الأولي للتقييم الحكومي مشاركة تتراوح بين المحدودة أو المتوسطة تطورت بمرور الوقت لترتفع بشكل غير مسبوق بما يوضح أن طبيعة الملفات النوعية ومجالات عمل الوزارات لم تكن هي المعزز والمحفز علي المشاركة بعكس خبرات الجلسات وثقة الحضور والاستماع لتنوع وجهات النظر التي لعبت دورا محفزا علي المشاركة لدي النواب خصوصا في ظل التغير الكبير في التركيبة البرلمانية والعدد الكبير من النواب الجدد الذين مثلت الجلسات الفعلية للمجلس فرصة متاحة للتعلم والتدريب بالمشاركة .
تحليل أداءات القوي السياسية.
جاء بورقة السياسات أن التركيبة السياسية للمجلس الحالي حملت مؤشرات واضحة لتناقضات جدلية مثيرة فيما يتعلق بتعبيرها عن الحالة السياسية والحزبية التي تعيشها البلاد ، فبينما شهد المجلس تراجعا في تمثيل القوي السياسية والحزبية لتصبح ( 13 ) حزباً سياسيا في الفصل التشريعي الحالي بعد أن كانت ( 20 ) حزباً سياسياً في الفصل التشريعي السابق بنسبة تراجع بلغت ( 35 % ) فقد زاد عدد الحزبيين في المجلس الحالي ليصل إلي ( 421 ) نائب مقابل ( 246 ) نائب حزبي في المجلس السابق بنسبة تطور ايجابي ( 171,14 % ) إضافة لظهور حزب يمتلك الأغلبية البرلمانية ( مستقبل وطن ) التي تمكنه من قيادة العمل البرلماني وتوجيه الخطط التشريعية والأدوات الرقابية دون الحاجة للنص الاستثنائي لنشأة وتأسيس الائتلافات والتكتلات البرلمانية .
ولقد انعكست تلك الصورة المتنوعة سياسيا في الأداءات الرقمية والعددية لمشاركة النواب في الحوارات حيث امتلك حزب مستقبل وطن ) الأفضلية الرقمية المطلقة في جلسات تقييم الحكومة سواء من حيث عدد طالبي الكلمة ( 241 ) نائب يمثلون ( 75,5 % ) من مجموع نواب الحزب أو من حيث إجمالي عدد المداخلات التي تقدم بها نوابه ( 600 ) مداخلة.
وبحكم العدد فقد جاء المستقلون تالياً لأغلبية مستقبل وطن بمشاركة ( 88 ) نائبا تقدموا بعدد ( 281 ) مداخلة في نسب تتقارب مع الأغلبية البرلمانية بما يكشف عن حيوية وتفاعل وحرص علي المشاركة وهو ما يمكن رصده لدي غالبية الكتل البرلمانية المتواجدة في المجلس حيث تكررت ذات المؤشرات بالنسبة لأحزاب الوسط بداية من حزب الشعب الجمهوري بمشاركة ( 36 ) نائب بإجمالي ( 84 ) مداخلة وحزب الوفد ( 24 ) نائب بإجمالي ( 79 ) مداخلة .
في المقابل فقد أظهرت الأحزاب محدودة التمثيل كفاءة وفعالية في المناقشات علاوة علي التزام تنظيمي يكشف عن حالة وعي متفرد لدي عناصرها سواء من حيث الرغبة في المشاركة أو كفاءة الطرح واختيار القضايا أو توزيع الأدوار بين عناصر هيئاتها البرلمانية وإن كان النموذج الأبرز بينها لأحزاب ( الإصلاح والتنمية ـ الديمقراطي الاجتماعي ـ إرادة جيل ) الذين تمايزوا عن كافة التيارات البرلمانية بمشاركة كافة ممثليهم في الحوارات وطلب الكلمة .
تحليل مداخلات رؤساء الهيئات البرلمانية.
فيما يتعلق بمداخلات رؤساء الهيئات البرلمانية فقد جاء بالورقة أنه على الرغم من أن تلك الجلسات قد شهدت مشاركة ( 461 ) نائب بعدد ( 1227 ) مداخلة بمتوسط ( 2,66 ) مداخلة لكل مشارك فان رؤساء الهيئات قد اكتفوا بعدد ( 61 ) مداخلة بمتوسط (4,7) مداخلة لكل منهم كان من الغريب أن هناك ( 6 ) منهم لم يصلوا إلي هذا المتوسط إضافة لأن ( 4 ) من رؤساء الهيئات البرلمانية قد اكتفي كل منهم بمداخلة ( وحيدة ) خلال وجود ( 28 ) وزير في ( 15 ) جلسة عامة بل ووصل الأمر إلي أنه من بين الأعلى تفاعلاً وحديثاً خلال جلسات الوزراء لم يظهر من رؤساء الهيئات البرلمانية سوي ممثلي ( مستقبل وطن ـ حماة وطن ) بينما غاب عن المركز ( العشرة ) الأولي ممثلي ( 11 ) حزباً سياسياً في موقف يستدعي مراجعة وإعادة توجيه للأداءات البرلمانية لتلك النخب البرلمانية .
تحليل مداخلات رؤساء اللجان النوعية
أشارت الورقة إلى أن تجربة جلسات تقييم الأداءات الحكومية أتت بالعديد من المؤشرات السلبية والملاحظات غير الجيدة حول فعالية ومساهمات رؤساء اللجان في الحوارات والنقاشات المرتبطة بملفات وبرامج حكومية وثيقة الصلة بأدوارهم وطبيعة عمل اللجان التي يرأسونها ـ ويفترض أنهم خبراء في مجالاتها ـ بما أعاد بعض من الحديث حول عمليات الترضية والتسكين والمجاملة في تلك الاختيارات حتي ولو كانت علي حساب جودة مخرجات العمل البرلماني ذاته .
فمن بين ( 1227 ) مداخلة إجمالية في جلسات تقييم الأداءات الحكومية اقتصرت حصة رؤساء اللجان النوعية علي ( 59 ) مداخلة فقط بنسبة ( 4,8 % ) كمؤشر غير مقبول ولا يليق بمواقعهم وأدوارهم .
في ذات السياق فإن تحليل مواقف رؤساء اللجان النوعية بصورة تفصيلية تكشف أن تلك المداخلات وعددها ( 59 ) مداخلة قد اقتصر تقديمها علي ( 20 ) رئيس لجنة فيما غاب عن الحديث تماما عدد ( 5 ) رؤساء لجان نوعية بنسبة ( 20 % ) رغم خطورة تلك الملفات ووجود جدل مجتمعي حول العديد من أداءات السلطة التنفيذية المرتبطة بها بل وكان الأغرب في صمت رئيس لجنة ( الثقافة والإعلام ) رغم كونها أول لجان البرلمان حسماً للنقاشات وإعلاناً لرفضها لبيان وزير الإعلام أسامة هيكل في سابقة برلمانية نادرة علي أداءات المجلس، بل وإعلان اللجنة عن اختيارها (كمقرر ) أثناء عرض التقرير والنقاش حوله خلال الجلسة العامة .