بقلم- أسامة عثمان
ما أسعد أصحاب نظرية التطور بأحداث دهشور فقد أضافت إلى أدلتهم الكثيرة على أن الإنسان تطور من مرحلة الخلية مرورا إلى المرحلة الحيوانية وصولا إلى الإنسان دليلا جديدا ، فقد أظهرت هذه الأحداث أنه يوجد بيننا كثيرا من الوحوش الضارية والحيوانات الخسيسة التي تنتهج منطق القوة وشريعة الغاب ، فما معنى أن يتشاجر أحدهم ( مسلم ) مع آخر مكوجي ( مسيحي ) على حرق قميص له يقوم على إثره بتجميع
أنصاره للفتك بالمكوجي ولكنه يلوذ ببيته ويلقي عليهم بالمولوتوف كي يفتك بهم قبل أن يفتكوا به فيقتل إنسانا بريئا تندلع على إثره أحداثا عمياء يقوم فيها المجرمون بالقصاص للشاب المقتول من كل مسيحي في البلد وينهبون أموالهم ويهجروهم من ديارهم ثم يحاولون حرق كنيستهم ، ألا يدل ذلك على سلوك حيواني كامن في هؤلاء الكائنات .
ما أعرفه أن في هذه المنطقة كان يسكن بشرا فما الذي أهبطهم إلى هذه الدرجة الحيوانية من التوحش وأهبط غيرهم من قبل في إمبابة وقرية صول وغيرها ، إنه التعصب الديني الأعمى هو المسؤول عن إنتكاستهم الحيوانية هذه وهو المسؤول عن إنتكاسة من قبلهم في المناطق التي ذكرناها ، وهو المسؤول عن إنتكاسة كل الهمج في كل دين الذين شاركوا في المذابح الدينية على مدار التاريخ .
فهل يستطيع أحد أن يزعم أن من قام بالمذابح للمخالفين لهم دينيا أو مذهبيا في التاريخ الإسلامي كانوا بشرا ، وهل يستطيع أحد أن يزعم أن من قاموا بالمذابح في الحروب الصليبية كانوا بشرا ، وهل يستطيع أحد أن يزعم أن المسيحيين المتعصبين الذين قتلوا وسحلوا وأحرقوا العالمة و الفيلسوفة هيباتيا كانوا بشرا ، وهل يستطيع أحد أن يزعم أن من قتل من بقي على وثنيته من المصريين الفراعنة ورفض أن يدخل المسيحية كانوا بشرا.
لا والله إن هم إلا مجموعات من الهمج والوحوش الضارية أفسدهم التعصب الديني وأفقدهم إنسانيتهم ، هذا التعصب لم ينشأ إلا على أيدي رجال الدين في كل دين ، هؤلاء الطغمة الفاسدة والكائنات الطفيلية والفئات العاطلة التي تقتات من أموالنا وتنمو على دماءنا وفي الأخير يتبرءون من أتباعهم عندما يرتكبون هذه الفظاعات ، هؤلاء من يجب أن نبدأ بهم ونتخلص منهم كي تتوقف سمومهم قبل أن نشرع في علاج من فقد إنسانيته على أيديهم ، ويتمثل العلاج في الآتي :
1- النهوض الاقتصادي والاجتماعي بالمجتمع .
2- النهوض بالتعليم والثقافة.
3- تربية المجتمع على أن الانتماء للوطن يسبق الانتماء للدين لأن الأوطان قبل الأديان .
4- تشديد العقوبات على جرائم الطائفية والتمييز الديني .
وقى الله مصر شر المهالك وخلصنا من رجال الدين الإسلامي والمسيحي الذين زرعوا الفتنة بيننا كي نحيا مع الله بالتدين الفطري دون تفسيرات وشروحات وفلسفات بشرية.
أسامة عثمان
عضو سابق في الجماعة الإسلامية في الفترة من 1990-2003