كتبت - أماني موسى
قال الإعلامي إبراهيم عيسى أن الحديث عن حادثة قطاري سوهاج ووصفها بالحادث بها تخفيف واستخفاف بضخامة الأمر، ففي الواقع هي جريمة بكل المقاييس، جريمة إهمال يصل إلى حد التعمد، أو جريمة غفلة أو جريمة تقصير وجميعها جرائم في حق الشعب المصري والمواطن المصري وفي حق سمعة وصورة مصر.
تصادم قطاري سوهاج جريمة بكل المقاييس
وأضاف في برنامجه "حديث القاهرة" المقدم عبر شاشة القاهرة والناس، جريمة السكوت عنها لا يمكن أن يبرر وإغماض العين عن أسبابها أمر يؤدي بنا إلى الانغماس في مزيد من الأزمات والمشاكل، مشيرًا إلى بيان هيئة السكة الحديد بالأمس الذي قالت فيه أن مجهول قام بنزع بلف الخطر فتوقف القطار وبعدها اندفع القطار الآخر رقم 2011 واصطدم بالقطار المتوقف وانتهى الأمر بانقلاب عربتان به 32 قتيل مصري وأكثر من 90 من المصابين بحسب إحصائيات وزارة الصحة، وهي أرقام مرشحة للزيادة.
إهمال وجنون وتقصير ونطاعة
وتابع عيسى، أين أمن القطار حين يقوم "مجهول" بإيقاف القطار من خلال نزع بلف الخطر؟ أين قائد القطار حين تم نزع فرامل الخطر وإيقاف القطار؟ إذًا نحن أمام شيء غريب، قطار توقف ولا أصحابه أو المسؤولين عن القطار حاولوا أن يعرفوا الأسباب أو إعادة سير القطار بسرعة لأن الأمر يشكل خطورة؟ شيء عجيب إهمال وجنون وتقصير ونطاعة، منهج وسياسة إهمال مريعة.
أين غرفة التتبع المركزية؟
متساءلاً: قطار يقف في غير مكانه.. ألا توجد غرفة تتبع مركزية؟ مشددًا: هذه الغرفة موجودة في كل دول العالم معقولة معندناش؟ ألا يوجد بروتوكول للتعامل مع مثل هذه الحالات؟ قائلاً: "يا نهار أسود"، أين الاتصالات بالقطارات الأخرى على نفس الخط لإيقافها وإخبارها بأن هناك قطار متوقف؟
مشددًا بقوله، دي مش جريمة دة فحش في الجريمة ينتج عنها موت مصريين غلابة من الصعيد المظلوم المجبون المهمل.
التعويضات لن ترفع الغضب أو العتب وهي أقل من أن يشار لها بالتحية
معربًا عن أمله أن تتوقف الحكومة عن إتباع ذات السياسة القديمة بصرف تعويضات للمتوفين والمصابين، لأن مثل هذه التعويضات لن تبرد النار أو تقلل الغضب أو ترفع العتب أو تطمئن المعارضة أو تسكن الشعب لأننا بنعطي تعويضات وبنعطي بطاطين! مستطردًا" مفيش حد هيهدأ وهو واقف على رأس أخوه الميت لما نقوله معلش أصل إحنا هنديلك 100 ألف جنيه تعويض".
منهج خاطئ بالسكة الحديد وأكثر من 12 ألف حادثة قطار من 2006 إلى 2016
وشدد عيسى، لما تتكرر هذه الحوادث بهذا الحجم وبهذه الضحايا يبقى إحنا هنا مش بنتكلم عن الإهمال والتقصير لكن عن منهج خاطئ بل وكارثي بالسكة الحديد، ما يسفر عنه كثرة هذه الحوادث المفجعة وتعددها، مشيرًا إلى إحصائية تقول أنه منذ عام 2006 إلى عام 2016 وقعت 12 ألف 236 حادث قطارات.
11 وزير نقل خلال 10 سنوات!
وأوضح أنه تم تغيير 11 وزير نقل منذ عام 2011 وحتى الآن أي بمعدل وزير كل عام، وهذا يعني أن حل المشاكل من خلال إقالة الوزير ومحاسبة البعض لن تجدي نفعًا، لما يبقى في 11 وزير في 10 سنين بيحاول يغير وميغيرش حاجة خالص والجرائم تستمر والإهمال والضحايا كما هم، يبقى في حاجة أعمق من الوزير،