كتب – سامي سمعان
أكد الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، حاجة الإنسانية في الواقع المعاصر لتحقيق مبادئ التسامح والسلام والتعايش وقيمها بين جميع الناس برغم اختلاف الثقافات والعقائد، مشددا على الحاجة الماسة إلى تنزيل هذا المفهوم على أرض الواقع حتى تنعم الإنسانية بشيء من الطمأنينة والاستقرار.
وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية بمؤتمر كلية الإعلام بجامعة الأزهر تحت عنوان "دور وسائل الإعلام في تحقيق السلم المجتمعي والأخوة الإنسانية"، أن للإعلام أهمية كبرى وتأثير كبير - باختلاف أشكاله سواء المقروء أم المسموع أم المرئي منه – وهو ما يؤكد ضرورة الدور الأكبر والمحوري الذي يمكن أن يقوم به في إقرار مفاهيم التسامح والسلم المجتمعي وأواصر الأخوة الإنسانية.
وأشار عياد إلى ما تقوم به مؤسسة الأزهر العريقة بقيادة شيخها الجليل فضيلة #الإمام_الأكبر أ.د/ أحمد الطيب من جهود ومبادرات متواصلة تسعى جميعها لأن يعم الأمن والسلام بين الناس جميعا، مؤكدا أن "وثيقـة الأخـوة الإنسـانية " التي وقعها أكبر رمزين دينيين على مستوى العالم، وهما فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان؛ قد جاءت من أجل ترسيخ ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب والمجتمعات، ومحاولة القضاء على تلك الحروب والصراعات والنزاعات الطائفية البغيضة التي أنهكت البشرية جمعاء، وأزهقت كثيرا من النفوس والأرواح، وخلفت عددا لا يحصى من اليتامى والأرامل والضعفاء والمساكين.
وشدد عياد على أن تلك الجهود المباركة، وهذه المبادئ السامية لن يكتب لها النجاح إلا بإعلام هادف يؤمن بقضية الأخوة الإنسانية ومبادئها، ويتخذ من التسامح وثقافة التعايش رسالة سامية.
وأضاف أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أنه إذا كانت الوثيقة قد خرجت إلى النور في وقت عصيب تحتاج إليه الإنسانية؛ حيث إنه توقيت غاب فيه الضمير الإنساني عند بعض الناس في علاج المشكلات وحلها، عندما ظن أن القوة العسكرية واستهداف النفوس وإزهاق الأرواح هي السبيل الأمثل في علاج المشكلات وحلها، وتناسى أن النفس البشرية معصومة بأمر الله – تعالى - مهما كان جنسها أو لونها أو دينها طالما كانت مسالمة بريئة، وتجاهل كذلك ثقافة الحوار البناء وضرورة التعايش السلمي وتأثيرهما في الاستقرار المجتمعي والدولي، فإنني أعتقد أن تغيير تلك المفاهيم وإحالة العالم جميعا إلى منظومة الحوار هي مهمة تسويقية وترويجية في المقام الأول تحتاج إلى تضافر كافة وسائل الإعلام المحلية منها والدولية.
ووجه عياد رسالة إلى المؤسسات التعليمية في مجال الإعلام بأن تكون مناهجهم وبحوثهم العلمية ثرية ومعنية بقضايا الحوار ومفاهيم التعايش المشترك ومبادئ الأخوة الإنسانية، وبحث التحديات التي تواجه الأخوة الإنسانية والمنهجية الصحيحة في التغلب عليها، كما وجه رسالة إلى المؤسسات الإعلامية على اختلاف أشكالها بأن تحظى مفاهيم الأخوة الإنسانية بنصيب أكبر مما يخصص لها، كأن تكون هناك أعمال درامية متجددة وبرامج حوارية متنوعة تعزز مبادئ الأخوة الإنسانية وتؤكد على قيم العيش المشترك، وأن تكون الأخوة الإنسانية هي الزاد الرئيس لوسائل التواصل الاجتماعي، وبديلا عن مضامين فارغة المعنى، مضيعة للوقت، وأن تضع مبادئ "التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية" الذي انعقد في فبراير لعام 2020م بمدينة "أبو ظبي" موضع الاهتمام والرعاية.
ويناقش المؤتمر دور وسائل الإعلام في تحقيق السلم المجتمعي والأخوة الإنسانية، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي الشباب المصري بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس، واستخدام منصات التواصل في تحقيق التعايش السلمي، فضلا عن دور المنصات الإلكترونية في مكافحة التطرف والإرهاب والشائعات، وتعزيز قيم المواطنة، كما يقيم المؤتمر الأداء الإعلامي لبعض المواقع الإخبارية من خلال رصد مدى التزامها بالمعايير الإنسانية في التغطيات الإخبارية.