خبير: بحر الشمال ورأس الرجاء الصالح لا يصلحان ليكونا بديلا للقناة
كتب - نعيم يوسف
يترقب العالم كله حاليا أحدث وآخر تطورات السفينة الجانحة في قناة السويس، نظرا لتأثيرها الكبير على الاقتصاد العالمي.
صعوبة إنهاء الأزمة
وقال القبطان محمد داود، نائب رئيس الأكاديمية البحرية، إنه لا يمكن وصف تأخير تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس بـ"الفشل"، لأن رئيس هيئة قناة السويس أعلن أن نسبة الحفر وصلت إلى 47%، وهذا يعني أنها لم تكتمل، وبالتالي لا يمكن وصفها بالفشل إلا بعد اكتمالها، والأمر ليس سهلا، وهذه من أصعب الحوادث التي وقعت في قناة السويس أو أي ميناء آخر.
وأضاف "داود"، في لقاء مع برنامج "بالتفاصيل"، المذاع على قناة "روسيا اليوم" الفضائية، أن طول المركب حوالي 400 متر، وهو أكثر من عرض قناة السويس، وعادة فإن عمق القناة في المنتصف يكون 24 مترا، ولكن العمق على الأجناب لا يكون بنفس العمق، وبالتالي فإن الجزء الأمامي من السفينة دخل في المنطقة التي يوجد بها "زلط" على الأجناب، ونفس الأمر حدث في مؤخرة السفينة، وهم حاليا يحاولون عمل تكريك من الجنب لإزالة الزلط، وبعدها يمكن سحب السفينة، وعندما تكتمل هذه العملية ولا يمكن سحب السفينة حينها يمكن وصف العملية بالفشل.
شركة هولندية تساعد في إنهاء الأزمة
وأوضح نائب رئيس الأكاديمية البحرية، أن هناك شركة هولندية تساعد هيئة قناة السويس في جهود الإنقاذ، وهناك لانشات إنقاذ ضخمة موجودة وعلى استعداد لجذب المركب في حالة حلحلتها، ولا أحد يستطيع تحديد موعد انتهاء الأزمة، مشددا على أن ممر قناة السويس عالمي، ومصر ترحب بأي تعاون مع الدول الأخرى، وهي لديها خبرات كبيرة ويمكنها السيطرة على الأزمة.
لا بدائل للقناة
وشدد على أن مسألة الحوادث تقع في كل أنحاء العالم، ولا داعي لكي تبحث الناس على بديل للقناة، ومثلا رأس الرجاء الصالح به قرصنة إضافة إلى ارتفاع التكلفة الاقتصادية لأن هناك 15 يوما فارق بين المرور في قناة السويس، وبين رأس الرجاء الصالح، أما بحر الشمال فهو لا يعمل إلا بعض الشهور في العام.
من جانبه، قال فيصل أبو السعود، قبطان سوداني، إنه نتيجة سرعة الرياح فإن السفينة وضعت نفسها في زاوية وبالتالي أغلقت الممر الملاحي، ويتم الآن عمليات حفر وتكريك للمقدمة، ومسألة التسريع للتكريك أمر صعب جدا، ومسألة تفريغ الحمولة أمر صعب جدا لأن هذا يحتاج إلى أرضية ثابتة لتفريغ الحمولة.
ولفت "أبو السعود"، إلى أن هذه السفينة متصلة بجانبي القناة من الأمام والخلف، ومسألة تنظيف المجرى قد يستغرق وقتا، مشددا على أن مسألة وجود بديل لقناة السويس أمر صعب.
خسائر مترتبة على الإغلاق
أما أحمد ياسين الخبير الاقتصادي، فقال إنه من الصعب حاليا تقدير الخسائر التي يمكن أن تنتج عن غلق هذا الممر الملاحي المهم، لافتا إلى أنه وفقا للأرقام حاليا فإن الخسائر تقدر بـ400 مليون دولار في الساعة، نتيجة إغلاق هذا الممر الحيوي، وحاليا فترة الإغلاق ليومين فقط، وكلما زادت فترة الإغلاق كلما زادت الخسائر في الاقتصاد العالمي، وهذا يعني أن اليوم الواحد في تأخير في فتح قناة السويس يعكس خسائر كبيرة جدا.
الخسائر قد تتضاعف
وأوضح "ياسين"، أنه كلما طالت أيام إغلاق قناة السويس سوف تتضاعف التبعات الاقتصادية العالمية، موضحا أن سوق الغاز المسال يعتمد بشكل أساسي على ناقلات النفط العملاقة، وطالما هذا الممر الحيوي مغلق وسوف يستمر في الإغلاق، وحينها سوف تلجأ الدول إلى أسواق الغاز الأخرى، وهذا يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي.
الجميع يهتم بانتهاء الأزمة
وشدد الخبير الاقتصادي، على أن تجاوز هذه الأزمة أمر مهم جدا للاقتصاد العالمي ككل، وشركة إدارة قناة تتحمل بعض المسؤولية، والقناة واجهت من قبل حوالي 25 حادثة جنوح مماثلة ولكن ليست بحجم هذه السفينة، وهذه الأزمة يمكن أن تؤثر على سمعة أمان قناة السويس، إضافة إلى انعكاسها على ارتفاع كلفة التأمين على السفن التي تمر في القناة، إضافة إلى إمكانية التفكير في طرق مائية أخرى، مثل رأس الرجاء الصالح، وبحر الشمال الذي يربط بين الدول المستوردة للنفط.