كان عبدالحليم حافظ على رأس جيل غنائى ممن أسسوا ما يمكن تسميته «جسرالتنهدات الذهبى» وهو اليتيم القروى ابن قرية الحلوات التابعة للزقازيق بمحافظة الشرقية، وفيها ولد ومن ترعتها أخذ سر وفاته هو عبدالحليم شبانة الذي عرفناه بعد ذلك باسم عبدالحليم حافظ، ولما تأكدت نجوميته صار ينعت بـ«العندليب الأسمر» البعض قال إن شهرته تأكدت حينما أرخ لثورة يوليو وأحلامها ومشروعها غناء، والبعض الآخر قال: بل لأنه قدم سينما رومانسية تعتمد على فكرة البطل النقى الذي يتعذب، وهناك من قال إنما شهرته من قاموسه الرومانسى المغاير.
توفى العندليب «زي النهارده» فى٣٠مارس ١٩٧٧ عن ٤٧ عاماً، وكان نصيب مسيرته الفنيةمنها ٢٥عاماً وقد بدأت هذه المسيرة من ١٩٥١وكان للشقيق الأكبر للعندليب دوركبير في تقديمه للوسط الغنائى وهو إسماعيل شبانة، وهو صاحب صوت خبير ورائع، لكنه لم ينل التقدير اللائق ولعلنا نذكر أداءه لأغانى سيد درويش في الفيلم الذي لعب بطولته كرم مطاوع.
توفيت والدة عبدالحليم بعد ولادته في نفس اليوم، وقبل أن يتم عامه الأول توفى والده فعاش في ملجأ ثم في بيت خاله الحاج متولى عماشة. وأكبر إخوته هو إسماعيل شبانة الذي كان مطرباً ومدرساً للموسيقى في وزارة التربية،والذى عرفناه من خلال صوته في فيلم سيد درويش التحق العندليب بكتاب الشيخ أحمد، ثم بمعهد الموسيقى في١٩٤٣والتقى بكمال الطويل، حيث كان عبدالحليم طالبا في قسم التلحين وكمال في قسم الغناءوتخرجاعام ١٩٤٨ عمل عبدالحليم لأربع سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا القاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأوبوا، ثم التقى صديق عمره مجدى العمروسى في ١٩٥١إلى أن اكتشفه الإذاعى حافظ عبدالوهاب الذي أخذ اسم شهرته منه تمت إجازته في الإذاعة في ١٩٥٢.
وحينماغنى«صافينى مرة»ف ى أغسطس ١٩٥٢ رفضتها الجماهير من أول وهلة، حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقى هذا النوع من الغناء الجديد، ولكنه أعاد غناءها في يونيو ١٩٥٣، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً.
وفى ١٨ يونيو ١٩٥٣وفى حديقة الأندلس كانت حفلته الرسمية الأولى، ثم صور أول أفلامه «لحن الوفاء» في ١٩٥٥وكانت أغنية «إحنا الشعب» أول أغنية يغنيها حليم للرئيس عبدالناصر في ١٩٥٦ثم توالت أغانيه الوطنية كما تتابعت أفلامه كما قام ببطولة مسلسل إذاعى واحد وهو«أرجوك لا تفهمنى بسرعة» في ١٩٧٣.