كتب – روماني صبري
كشف الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، مراحل تعويم السفينة الجانحة والصعوبات التي واجهتم، في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي نفذ زيارة صباح اليوم لهيئة قناة السويس وتفقد مركز التدريب البحري والمحاكاة التابع للهيئة بالإسماعيلية، وفيما يلي نص التصريحات التي أدلى بها ربيع.
الأيادي المصرية أعادت حركة الملاحة
نشعر بمزيد من الفخر ونحن نستقبل سيادتكم على ضفاف قناة السويس شريان الخير، الذي يساهم بقوة في تدفق حركة التجارة العالمية والمواد الخام وانتظام سلاسل الإمداد في مختلف ربوع العالم، واليوم يشرفنا تواجد سيادتكم وسط أبنائكم البواسل الذين واصلوا الليل بالنهار لإعادة حركة الملاحة إلى أهم ممر دولي على مختلف الأصعدة الاقتصادية والتجارية والأمنية والعسكرية.
الرئيس مفتاح النجاح
فخامة الرئيس، لقد كانت مساندتكم الكاملة وحرصكم على التواصل ساعة بساعة مع مجهود تعويم السفينة "ايفرجيفن" هي مفتاح النجاح والزهير المادي والمعنوي الذي كان بمثابة المدد الحقيقي لإتمام هذا الانجاز الغير مسبوق، ودافعا كبيرا لكل المشاركين فيه، لمواصلة مهمتهم حتى تحقيق النجاح دون كلل أو تعب رغم الجهد البالغ المبذول.
ولا يمكن أن نغفل ما لمسناه من كافة مؤسسات الدولة من دعم ومتابعة، فكل الشكر للسيد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، لمتابعته الدائمة لما يتم من أعمال، كذلك السيد وزير الدفاع الذي عرض المساندة لكل جهد قد يلزم فضلا عن السادة الوزراء.
سيادة الرئيس ان تنفيذ هذه العملية النوعية وتعويم السفينة الجانحة وإعادة فتح المجرى الملاحي أمام حركة الملاحة الدولية مرة أخرى لم يكن يتحقق إلا بسواعد مصرية وبإرادة صلبة وعزيمة وإصرار خالص.
ولعل هذه الملحمة الوطنية ستخلد كمشهد مضيء في تاريخ قناة السويس الممتد لأكثر من 150 عاما، لحجم الأزمة واستثنائية الموقف ومدى ما تضمنه من جهد وتحدا على عدة أوجه، وخاصة أن السفينة يبلغ طولها 40 متر وهو ما يساوي إجمالي أطوال 4 ملاعب كرة قدم أي ما يزيد عن عرض القناة البالغ 250 متر فقط في هذه المنطقة بينما يبلغ حجم السفينة 59 متر وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، وعلى متنها ما يقرب من 18 الف و300 حاوية بارتفاع بلغ 52 متر .
حجم الصعوبات
منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادث وجنوح السفينة داخل المجرى الملاحي لقناة السويس، نظرنا على الفور بوضع عدة سيناريوهات للتعامل مع الأزمة، وواجهتنا صعوبات خلال تنفيذ عملية تعويم السفينة بسبب : الأبعاد الضخمة للسفينة، الطقس السيئ، طبيعة التربة، المد والجزر.
ومن إجراءات التدخل السريع :
تغيير مواعيد القوافل، الدفع بفرق الإنقاذ التابعة لهيئة قناة السويس، عمل تجربة شد، وفي اليوم الثاني تم تشكيل غرفة عمليات وكانت خطة العمل : تنفيذ أعمال الشد، تنفيذ أعمال التكريك، تخفيف الحمولات، وكانت أعمال التكريك على عمق 8 متر.
وفي اليوم الثالث تم استخدام الحفارات الأرضية، أزلة آثار الحادث على جوانب القناة، تحرير مؤخر السفينة، تحرير الرفاص والدفة.
وفي اليوم الرابع تم إزالة الستائر الحديدة، تمهيدا لزيادة عمق التكريك، في اليوم الخامس الأحد، تواصل أعمال التكريك على عمق 18 متر، حجم التكريك 29 الف م3 ، وخلال التجربة الفعلية لعملية الشد تم الاستعانة بالقاطرات عبد الحميد يوسف ومصطفى محمود، وفي اليوم السادس تم تعويم السفينة الجانحة بنجاح."