أقدم رجل على قتل طليقته بطعنات متعددة بالرقبة والجسد أمام طفلهما وهو نائم على سريره بعد أن لاحقها في سنوات الانفصال، "هاسيبك مثل البيت الوقف" لا يبتعد عنها ولا يتركها تعيش حياتها بعيدا عنه.
طوال ست سنوات من طلاقهما، رفض أن يعطيها حقوقها وينفق على ابنه وأخذ منها نصيبها في شقة زواجهما، حتى طلب منها قبل الوفاة بأيام أن يردها وأن يعيش معها وابنها فوافقت لأنها تريد أن تعيش، ولم تعرف أنه كان يتربص بها وجاء لها فجرا في ظروف غامضة إلى منزل أبوها بمساكن الحرية ببورسعيد وانهال عليها بالطعنات والأسرة نائمة.
قصة حب لم تكتمل
تحكي أم "ملكة حمدي" إن لها ابنتان "إسراء" 29 سنة- المجني عليها- ومحمد، 30 سنة، معاق ذهنيا وأحبت إسراء زوجها محمد محمود، 35 سنة، وتزوجته مند 11 سنة، وكان لا يملك شيئا وأقاما في شقتها حتى حصلا على شقة المحافظة في بورفؤاد وأقنع الزوج إسراء ببيع الشقة لشراء شقة أصغر وتاكسي للعمل عليه.
إهانات مستمرة
وتكمل الأم، "فوجئت إسراء بأن زوجها اشترى شقة أخرى وكتبها باسمه وكانت قد أنجبت ابنها (يمن)، وكان دائم الضرب والإهانة لها ولنا ويردد دائما: ملكوش ظهر ولا سند، خاصة وأني وزوجي على المعاش ولا حول ولا قوة لنا، وفي كل مرة يتهجم علينا استغيث بالجيران لينقذونا".
تقول "بدأت إسراء في فرش شقتها تمهيدا للعيش فيها مع زوجها لكنه فاجئنا بطردها من الشقة وطلقها وابنها عمره 8 شهور ثم تزوج بأخرى وطلقها مرتين، وكان يتعرض لابنتي بعد طلاقه منها سنوات، حتى طلب مؤخرا العودة إلى ابنتي، وللأسف كانت تحبه فوافقت واتفقا على الذهاب للمحامي مقابل أن يرجع لها شقتها ويعيشا سويا فيها".
صدمة ودماء
وعن كواليس يوم الجريمة، قالت "استيقظت ليلة أمس لأداء صلاة الفجر مع زوجي وفوجئت بباب الشقة مفتوح وبحثت عن إسراء فوجدتها غارقة في دمائها بجوار سريرها وابنها نائم على السرير، واعتقدت إنها مصابة حتى استغثت بالإسعاف وعرفت بعدها إنها فارقت الحياة".
عايزة أطفي نار قلبي
تبكي الأم مطالبة بحق ابنتها، "أريد القصاص العادل بأن يقتل قاتل ابنتي في ميدان عام وأطفىء نار قلبي عليها، كانت تعولني وأبوها وأخوها المعاق وابنها واليوم لا نجد من يعولنا إلا برحمة ربنا".
يحكي الأب، أن طليق ابنته كان دائما ما يتعدى عليهم "يمسك بسلاح أبيض يخيفنا به، لدرجة أنه ضرب ابني محمد المعاق ذهنيا فوق رأسه بالشاكوش لأنه حاول إنقاد اخته من ضربها، ورغم أننا ننفق عليه، رفض أن يعطيها نفقتها هي وابنها بعد الطلاق ويهددني: سأدبح إبنتك".
يؤكد والد المجني عليها، أنه دشن بابا حديديا لشقته لأن المتهم كثيرا ما يتعدى عليهم، "كسر باب الشقة الخشب قبل كده".
يتحدث الأب عن تفاصيل ما جرى في يوم الحادث، قائلا "أخيرا بيت النية لقتل ابنتي، أظهرت كاميرات مراقبة محلا بجوار البيت، حيث دخل العمارة التي نسكنها وبحوزته مطواة، ولا أعرف كيف فتح باب الشقة ربما إسراء فتحت له أو أن ابني فتح الباب وخرج منه دون أن نشعر".
تنهال دموعه عندما يتذكر كيف اشترت ابنته زينة شهر رمضان ولكن القدر كتب لهما الفراق، "إسراء زينت المنزل بزينة رمضان لتدخل الفرحة على قلب ابنها وإشتريت له الفانوس ولم أكن أعرف أنها ستغادر الدنيا دون أن تحضر رمضان".
ويؤكد "إسراء كانت كل حياتنا ولا أعرف مصير إبنها الصغير وشقيقها المعاق من يتولاهم من بعدها خاصة وأننا كبار السن ولا حول لنا ولا قوة".
ويستغيث بالقضاء والمسؤولين أريد أن أبرد نار قلبى بإعدامه وكل من تسول له نفسه الطغى على الضعيف فقد عذبنا كثير.
ويقول وائل سليمان، أحد جيران المجني عليها، إن طليق إسراء حاول أن يسوء سمعتها فتصدى لها الجيران، "إسراء كانت قمة في الاحترام والأدب وكانت تسير في الشارع لا ترفع عينها أمام أحد وابنها هو كل حياتها وترعى أبوها وأمها وأخوها المعاق، كما أن طليقها تعرض لها وأسرتها مرات وكنا نحميها وهو غدر بها بدخوله المنزل فجرا في غياب أهل الشارع".
يقول "محمد"، أحد جيران المجني عليها، "حاولنا الإصلاح بينهما سنوات طويلة لكنه كان عنيف معها وكان يمسك بمطواة ويهددها دائما ويضرب الأسرة ونتدخل، لأنهم ناس غلابة في حالهم وهو لا يخاف الله ويطالب بأقصى عقوبة له".