كشف تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا من المحتمل أن يكون انتقل إلى البشر من الخفافيش عبر حيوان مجهول، كما خلص علماء منظمة الصحة العالمية أيضًا، إلى أنه من غير المحتمل تسرب الفيروس من مختبر في ووهان، وفقًا لتقرير لصحيفة الاندبندنت.

 
وأشارت الدراسة إلى أنه من غير المحتمل أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر فى مدينة ووهان الصينية، حيث ظهر فيروس كورونا لأول مرة فى أواخر عام 2019، كما زُعم أن العلماء فى معهد ووهان لعلم الفيروسات (WIV) كانوا يجربون فيروسًا مشابهًا وراثيًا لفيروس كورونا قبل أن يتم تسريبه إلى المجتمع.
ويستند التقرير، الذى لم يُنشر علنًا بعد، إلى حد كبير إلى زيارة قام بها فريق من خبراء وعلماء منظمة الصحة العالمية الدوليين إلى ووهان من منتصف يناير إلى منتصف فبراير.
 
ووفقًا لنتائج المجموعة تشير الأدلة إلى ظهور فيروس كورونا انتقل بشكل طبيعي في الخفافيش قبل أن ينتقل إلى البشر عبر مضيف حيوان وسيط غير معروف، وهو سيناريو اعتبره العلماء "مرجحًا جدًا".
 
وقالت صحيفة الاندبندنت إنه تم العثور على الفيروسات التاجية الشبيهة بفيروس كورونا فى الخفافيش، والتى تحمل مجموعة واسعة من فيروسات كورونا، ومع ذلك، يقول التقرير إن "المسافة التطورية بين فيروسات الخفافيش هذه وفيروس كورونا تقدر بعدة عقود، ما يشير إلى وجود حلقة مفقودة".
 
وأضاف التقرير أنه تم العثور على فيروسات متشابهة للغاية في البنغول، لكنها أشارت أيضًا إلى أن المنك والقطط عرضة للإصابة بفيروس كورونا، ما يزيد من احتمال أن تكون هذه الحيوانات حاملة.
 
وأوضحت الصحيفة أنه كان السوق في ووهان مشتبهًا مبكرًا لأن بعض الأكشاك تبيع مجموعة من الحيوانات، وتساءل البعض عما إذا كانوا قد السبب في انتشار الفيروس الجديد.
 
وأشار التقرير إلى أن مجموعة من المنتجات الحيوانية، تتراوح من فئران الخيزران إلى الغزلان، غالبًا ما تكون مجمدة، تم بيعها في السوق، وكذلك التماسيح الحية.
 
وسلط علماء منظمة الصحة العالمية، الذين كانوا يعملون جنبًا إلى جنب مع مسئولي الصحة الصينيين، الضوء على السيناريوهات الأخرى التي كان من الممكن أن يظهر فيها كورونا، حيث قيموا الانتشار المباشر من الخفافيش إلى البشر على أنه "محتمل"، وقالوا إن الانتشار من خلال المنتجات الغذائية لسلسلة التبريد كان "ممكنًا".
 
وفي الشهر الماضي، قال البروفيسور ليانج وانيان، رئيس المبعوث الصيني الذي يعمل مع تحقيق منظمة الصحة العالمية، إن الفيروس يمكن أن يعيش لفترات طويلة في درجات حرارة مبردة، وربما تم إدخاله إلى سوق المأكولات البحرية في ووهان عبر البضائع المجمدة، وهي نظرية تنادي بها الصين.
 
ومع ذلك قال إن أول حالة تم اكتشافها لفيروس كورونا في ووهان ليس لها صلة بالسوق، ما يشير إلى أنها ربما لم تكن مسئولة عن أول تفش للمدينة.
 
وفيما يتعلق باحتمالية حدوث تسرب مختبري، يقول تقرير منظمة الصحة العالمية إن هذا "مسار غير محتمل للغاية، حيث فتشت منظمة الصحة العالمية عن كثب معهد علم الفيروسات الشهر الماضي، وخلصت إلى أنه "من غير المرجح أن يفلت أي شيء من مثل هذا المكان".
 
ويدعو مؤلفو الدراسة إلى مزيد من التحقيقات في الفرضيات المختلفة حول أصول فيروس كورونا، باستثناء نظرية تسرب المختبر.
 
وقالت الصحيفة تم تأخير إصدار التقرير مرارًا وتكرارًا، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان المسئولون الصينيون يحاولون تحريف الاستنتاجات لمنع إلقاء اللوم على الوباء على الصين، ومع ذلك، فإن عدم تحديد سبب نهائي لتفشي الفيروس يعني أنه من المرجح أن يستمر البحث عن أصول الفيروس لسنوات قادمة.
 
وقد أثارت الدراسة بالفعل انتقادات من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، الذي قال إن أمريكا لديها مخاوف بشأن "منهجية وعملية" التقرير، بما في ذلك أن الحكومة الصينية "ساعدت على ما يبدو في كتابته"، في حين أن هناك حاجة إلى "المساءلة عن الماضي" ، يجب أن يكون التركيز على بناء نظام أقوى للمستقبل، كما قال على لشبكة CNN.